مقالات

الإحياء الواعي !

رضي منصور العسيف

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (يفرحون لفرحنا)(1).

من منطلق هذه الدعوة التي أمرنا بها أهل البيت (عليهم السلام) فإننا نجد ونجتهد في إقامة الاحتفالات البهيجة التي ترسم الفرح في أرجاء المجتمع، ولهذا يبدع الرواديد والخطباء والمنشدون والناشطون الاجتماعيون في إحياء مناسبات مواليد أهل البيت (عليهم السلام).

وفي مناسبة ميلاد الامام المنتظر عليه السلام توقفت مع بعض المشاهد، أنقلها لكم:

(1)

لمحته في زحمة المحتفلين بمناسبة ميلاد الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) كان يدفع بالكرسي المتحرك الذي يحتضن طفله البالغ من العمر 7 سنوات ..رأيته والبسمة والفرحة ترتسم على محياه …

وصل إلى بيتي، رحبت به..

سالته ما اسمك؟

اجابني: اسمي مهدي …

قلت ما شاء الله … اسم جميل … قل لي ماذا تعرف عن صاحب الاسم؟

فبدأ يتحدث بطلاقة ومعلومات صحيحة …

نظرت لوالده: قلت له ما شاء الله يبدو أن ابنك مهدي هو أحد الموهوبين …

أجابني الأب: نعم هو كذلك … يقرأ ويحفظ سور قرآنية … ومن المتفوقين دراسياً … وهو يحرص على حضور هذه المناسبات …

قلت له: نعم هي مناسبة وفرحة للجميع …

(2)

توقفت السيارة … فتحت النافدة … هي امرأة عجوز قالت: أعطني بركة يا ولدي… منذ عام وأنا أنتظر هذا اليوم… هو مناسبة تعيد لي الروح والحياة … هو حقيقة تجري في دمي … نحن نحتفل بهذه المناسبة ونؤكد حقيقتها … نحن لا نجمع حلويات وبعض المأكولات … نحن ننشر قيم ومبادئ …

ابتسمت لها و أعطيتها البركة … وهي بدروها أعطتني درس في إحياء قيم المناسبة…

(3)

جاء مع أطفاله … يلبسون أزهى الملابس … تفوح منهم أزكى روائح العطور …

قلت لأحدهم: ما اجملكم …

أجابني: لابد في هذه المناسبة أن تلبس أفضل الملابس … هي عيد ميلاد إمامي …هو يحب أن يرى محبيه بأبهى صورة … يريدنا أن نفرح في مناسبته …

سألته هي تحفظ دعاء الحجة؟!

أجابني: نعم أحفظ واقرأه كل يوم …

كانت هذه بعض المظاهر الإيجابية التي شاهدتها في هذه المناسبة العظيمة، وكم تكون سعادة الإنسان وهو يرى مثل هذه الصور المبهجة.

إننا في هذه المناسبة نؤكد على ضرورة الإحياء الواعي للمناسبة من خلال:

1/ ضرورة التذكير وتثقيف الأجيال بجوهر المناسبة، فهي مناسبة ذات دلالات دينية عظيمة، وليست للتوزيعات والمظاهر الشكلية. ولذلك لابد من إقامه فعاليات ودورات دينية ثقافية ترسخ معارف وقيم المناسبة.

2/ تفعيل دور الإحياء العبادي (الصلاة، الدعاء) فهي ليلة عظيمة، وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)، قال: سئل الباقر (عليه السلام) عن فضل ليلة النصف من شعبان، فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله (تعالى) العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله (تعالى) فيها، فإنها ليلة إلى الله على نفسه ألا يرد سائلا له فيها ما لم يسأل معصية، وانها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا (صلى الله عليه وآله) فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله (عز وجل)،… (2)

3/ اتخاذ هذه المناسبة لتجديد العهد والولاء مع الإمام عجل الله فرجه الشريف من خلال قراء الأدعية الخاصة به كدعاء الندبة أو دعاء العهد أو زيارة آل ياسين والصلاة عليه “عليه السلام”: في دعاء الإفتتاح: (اللهم وصلّ‏ على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر..).

الهوامش:

1 ) شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري – ج ١ – الصفحة ٣

2 ) الأمالي – الشيخ الطوسي – الصفحة ٢٩٧

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى