ولد الطيبين .. حسين المادح
ضم مستندات تاريخية .. وجوازات .. وبطاقات دخول ارمكو في « حلة محيش » متحف شاب يجمع 2000 قطعة تراثية .. بينها لا تقدر بثمن …
وسام الناصري – خليج الديرة
في الآونة الأخيرة ، ظهرت آثار الاهتمام بالتراث في محافظة القطيف باعتبارها أحد أبرز أشكال الانتماء للهوية والوطن ، حتى وإن كان هذا الاهتمام بمقتنيات بسيطة وصغيرة جداً وهذا ما أوحى لـ « حسين إبراهيم المادح » بتحويل إحدى غرف منزله لمتحف يضم كل ما هو قديم حتى تجاوزت مقتنياته الـ 2000 قطعة أثرية ؛ ليصبح بالتالي أصغر جامع للمقتنيات في المنطقة . ومنذ الوهلة الأولى قد يتبادر للذهن أن صاحب هذا المتحف القصغر ، ما هو إلا أحد كبار السن ، أو من جيل ما يعرف بـ « زمن الطيبين » ، الذي يحن لماضيه ؛ لكن المفاجئة أنه شاباً يافعاً لم يتجاوز 26 عاماً .
الكاميرا …
القطعة الأولى و « حسين » الذي بدأ اهتمامه بجمع القطع الأثرية قبل ثلاث سنوات أي عندما كان بعمر 23 عاماً ، وذلك بعد أن أثارت إعجابه جودة ودقة بعض الأجهزة الإلكترونية المصنوعة قديماً ؛ فكانت الكاميرا هي أول قطعة اشتراها أثناء تجوله في « سوق الخميس » لتتوسع بعدها دائرة اهتمامه ؛ حيث أصبحت لديه الرغبة في جمع كل ما تقع عليه يداه مهما كلفه الثمن .
مزادات ..
ويقول إنه كان يتجول في بعض المزادات لشراء قطع معينة من الباعة في الظهران ، والأحساء ، والقصيم ، والبحرين ، ثم تطور الأمر حتى بات يبحث عن القطع الأثرية بشكل عام مهما كان نوعها .
البحث عن التراث ..
ويشير إلى أنه استعان بالشبكة العنكبوتية في بحثه عن القطع الأثرية من خارج المملكة ، وكان يسافر لشرائها أو يكلف أصدقائه من طلاب الخارج بشحنها له للمملكة كي يضيفها إلى مجموعته الخاصة ، وكان آخر جهاز حصل عليه من ألمانيا راديو ومشغل اسطوانات ، يسمى موبيليا بحجم متر و 90 سم في 60 سم .
مقتنيات متنوعة ..
وجمع « المادح » أكثر من 2000 قطعة أثرية تتعلق بأجهزة إلكترونية ، ونحاسيات ، فخاريات ، وملابس ، وموسيقى فهو يمتلك أكثر من 28 ألف شريط كاسيت وألبومات نادرة ، ومنتجات البقالة القديمة كعلب الحليب والبيبسي وبعض الألعاب القديمة ، أواني منزلية ، أدوات خياطة ، وكاميرات تصوير ، ويحتفظ « المادح » بمستندات تاريخية مثل جواز سفر كويتي ، بطاقات دخول أرامكو قديمة ، عقود عمل لعمال من القطيف براتب سبعة ريالات ، وصحف كصحيفة عكاظ تعود لعام 1977 م ومنها المخطوطات والسيارات القديمة .
مشاركات تطوعية ..
وشارك « المادح » في 14 مشاركة تطوعية منها مهرجان المسورة ، مهرجان الزهور ، البراحة 1 ، البراحة 2 ، أضواء القطيف ، القلعة الترفيهية ، مهرجان المشاري ، مدرسة حلة محيش ، مدرسة أبي ذر الغفاري تركيا ، ولكن واجهته صعوبة بنقل المقتنيات ، حيث يتطلب جهد وهي أشياء ثمينة وغالباً ما يفقد بعضها أو يتلف خلال المشاركات . و يطمح بأن ينشيء متحف دائم لمقتنياته الأثرية ، تحكي قصة التراث ويحمل عبق الماضي ، و يكون مقصداً لجميع الناس من داخل وخارج القطيف .