دينية

كلمة الجمعة: ظهور دين الحق في دولة العدل

كلمة الجمعة ٢٠|٨|١٤٤٠ هـ
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

‏(‏ظهور دين الحق في دولة العدل)
بسم الله الرحمن الرحيم
‏‏الحمد لله رب العالمين صادق الوعد وناصر الحق ومظهر الدين ولو كره المشركون والصلاة والسلام على رسول الإسلام وسفير رب الانام المصطفى محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين
(‏ظهور دين الحق في دولة العدل)
‏قال الله المولى الكريم في كتابه العزيز
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة|٣٣
‏دين الحق هو دين الله الذي به كلف انبيائه ورسله بتبليغه وإيصاله الى الناس ليكون فيه سعادتهم وفلاحهم وصلاحهم وخيرهم وقد دأبت وجدت رسل الله وانبيائه واجتهدت وسعت وبكل مالديها من وسائل وطرق وسبل للوصول الى هذا الهدف المنشود والامر المقصود
الى ان انتهى بهذه المسيرة ان تحط بضعنها وتنزل بركابها في ساحة سيد المرسلين واشرف الخلق اجمعين محمد (ص) وقد اجمع قواه وشد عزمه وانطلق بكل جأش وثبات في سبيل النهوض بالدين واعلائه ونشره واظهاره
وكان في تقدير الله تعالى وتدبيره ان يكون لهذا الدين الظهور والحاكمية وعلى كل دين وفي كل هذه البسيطة شرقها وغربها وحتى لا تبقى قرية من قراها الا ونودي فيها بالتوحيد والاذان والاسلام
‏وهذا ما قطع وجزم به جبار السموات والارض ورب الكون الله تعالى بقوله في ‏كتابه المجيد (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) آل عمران |٨٣
وهذا وعد الله تعالى لنبيه محمد (ص) بأن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون بقوله عز ذكره
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة|٣٣
وهذا الظهور والعلو للإسلام لم يكن قد تحقق في زمن ووقت وجود الرسول وحياته
ولا حتى الى وقت قريب شوهد ذلك ولكن لابد من حدوث ذلك ووقوعه لانه وعد رباني وعهد سماوي والله صادق في وعده ووفي في عهده في ان تتوشح وتتزين السموات والارض بدين ربها ويسلم لله كل العباد طوعًا وكرهًا
وهذا سيكون في زمان صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن(عج)
وقد قال الامام صادق القول جعفر بن محمد الصادق (ع) في قول الله تعالى (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) آل عمران |٨٣
قال:( اذا قام القائم المهدي لا يبقى ارض الا ونودي فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله )
وقد قال عليه السلام ايضًا(ولم يبقى اهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعترفوا بالايمان، اما سمعت الله عز وجل يقول :(وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) آل عمران |٨٣
نعم الارض على موعد وبشارة من تحقق وجريان طهارة ظهرها ووجهها وازالة ماتراكم على اطرافها من نجاسات الشرك والكفر والجور والظلم
وهذا ما اعلنه واطلقه رسول الله (ص) حين قال مبشرًا (ابشركم بالمهدي يبعث في امتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الارض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض يقسم المال صحاحًا) اي بالسوية
ويقول الرسول محمد (ص)(لاتذهب الايام والليالي حتى يملك رجل من اهل بيتي يملأ الارض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا)
هكذا سيكون وهكذا سيحدث
فهل نحن على رغبة من ذلك؟
وعلى استعداد ان نكون من رجالات هذا المصلح وهذا المطهر؟
فإذا قلنا نعم فهل نحن على مستوى من الصلاح والطهارة والايمان والامانة والصدق والوفاء؟
اذ ‏ان هذا الأمر ‏يتطلب منا ان نكون على مستوى متقدم من الاصلاح والصيانة
وليس فقط الصلاح والصلاة اذ ان اصحاب وانصار الامام المهدي (عج) ورجالاته قلوبهم كزبر الحديد لما هم عليه من قوة علم ومعرفة ويقين وايمان وعزم وثبات
وبهؤلاء وامامهم يطهر الله الارض ومن عليها
ويظهر دينه على الدين كله ويملئها عدلاً وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا
وهذا هو الوعد الذي قطعه الله تعالى لنبيه محمد (ص) في ظهور دينه على كل دين
كما قال المولى في كتابه الكريم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة|٣٣

‏نسأل الله المولى العزيز أن يجعلنا من انصار ناصر الدين ومظهره ‏الحجة بن الحسن(عج)
‏وأن يجعلنا على هديه سائرين ولدينه مظهرين
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى