تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع القطيفي..
تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع القطيفي..
في محاور… (3)
زكريا أبو سرير.
حوار جمع بيني وبين مجموعة من الأصدقاء وهم من المهتمين والقراء المتابعين للأحداث الاجتماعية، فكانت حصيلة هذا الحوار مجموعة من المحاور حول مقالين كتبتُهما حول “ظاهرة تفشي حالة الطلاق في المجتمع القطيفي”. الذي يؤسفنا تحول هذه الأزمة إلى ظاهرة تعد ضمن أخطر المعوقات الاجتماعية التي تحتاج إلى بحث ودراسة لتفكيك ألغازها وسبر أغوارها العميقة؛ ومن ثَمَّ الوصول إلى حلول مناسبة تضع حدًّا لهذه المعضلة الاجتماعية.
وسوف أضع بين أيدي القراء أبرز ما تمت إثارته من تساؤلات أثناء الحوار، وقد أثْرت الموضوع بكثير من المعلومات والتجارب، إضافة إلى النماذج العملية التي عرضها بعضهم في السعي والبحث والمشاركة لتقديم بعض الحلول المناسبة حسبما أنتجته الخبرة الذي اكتسبوها عبر عدة مشاركات بحثية كانت تحمل عناوين مختلفة في وجهات النظر في المنازعات العائلية والزوجية.
كما آمل عبر عرض هذه المحاور الذي أثيرت في النقاش، أن تكشف عن بعض من الجوانب الأخلاقية التي كانت سببًا رئيسًا في تغير نمط حياة كثير من الأسر، ما شكلت عند بعضهم أزمة تحولت فيما بعد إلى منازعات نشأت منها حالة تنمر لدى بعض من مكونات المجتمع، فكانت نتيجتها الانفصال بكل جوانبه العاطفي أو الحياتي أو الأسري.
أود الإشارة أن التسلسل في المحاور المطروحة لا يفهم منه أنه تقليل من نتائج الحوار، وإنما حاولت جمع أبرزها بعد ما تم فرز أهمها، ووضعها بعد ذلك بين أيديكم الكريمة للتباحث والتدارس فيها، لكي تساعدوا وتشاركوا لإيجاد أفضل ما تجدونه من حلول مناسبة ترونها قابلة لحل معضلة اجتماعية .
وأتمنى أن لا يبخل أحد في تقديم وجهة نظره، وقد يرى أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر! أقول له: هذا الرأي غير صحيح، قد تكون وجهة النظر المطروحة هي الحل لمعضلة اجتماعية كان ينتظر ولادته منذ زمن بعيد، وبعد انتظار وقت طويل لولادة عسيرة ومتعسرة، وإذ يهبط عليهم هذا الرأي أو هذه الفكرة الذي غيرت مسار الخلاف مئة وتسعين درجة، وهي بمثابة انفراجة لطرف ما، وقد حصل هذا بالفعل.
المحاور الذي تم تسليط الضوء عليها في الحوار هي كالتالي:
المحور الأول: متى ولدت هذه الأزمة في المجتمع القطيفي؟ وكيف نشأت؟ وما أسبابها؟ وكيف تحولت إلى ظاهرة؟
المحور الثاني: كم أصبحت نسبة الطلاق في المجتمع القطيفي؟ معرفة النسبة تعطي مؤشرًا معينًا وتحدد نسبة الخطورة البالغة.
المحور الثالث: ظاهرة الطلاق بين أي طبقة اجتماعي تكثر؟ في طبقة الأغنياء أو في الطبقة المتوسطة، أو في الطبقة الفقيرة؟
المحور الرابع: كم نسبة الطلاق بين المتدينين والمثقفين الشامل والمثقفين أصحاب التخصص؟
المحور الخامس: هل فارق العمر بين الزوجين له تأثير في حدوث الطلاق؟
المحور السادس: هل فارق مستوى الثقافة أو التدين بين الزوجين له علاقة بحدوث الطلاق؟
المحور السابع: هل فارق المستوى المادي يؤثر في العلاقة الزوجية؟
المحور الثامن: هل مستوى الجمال (الظاهري) لدى الجانبين يمثل دورًا مهمًا في بناء علاقة زوجية ناجحة أو فاشلة عند حالة عدم الرضا؟
المحور التاسع: ماذا يحب الرجل من سمات في المرأة؟ وماذا تحب المرأة من سمات في الرجل؟ وماذا يكرهان في بعضهما؟
المحور العاشر: هل المشاركة في دورات ثقافية حول الزواج تساعد على تفهم العلاقة الزوجية وبالتالي تقلل من مخاطر حدوث الانفصال؟
المحور الحادي عشر: هل ينبغي فرض شهادة معتمدة لكلا الطرفين من مركز متخصص في العلاقات الزوجية تبين اجتياز الزوجين قبل إجراء عقد الزواج الشرعي على غرار الشهادة الطبية الذي توضح توافق الزوجين صحيًّا للزواج؟
المحور الثاني عشر: كيف يشارك المجتمع بكل مكوناته الاجتماعية والعلمية والدينية في تقليص حالات الطلاق؟
المحور الرابع عشر: هل عمر الخطوبة ينبغي أن يحدد بمدة معينة لكي يزداد تفهم الزوجين لبعضهم بعضًا، أم تترك حسب العرف الاجتماعي؟
المحور الخامس عشر: هل الفوارق المذهبية بين الزوجين سبب رئيس في مسألة الطلاق؟
المحور السادس عشر: أسباب أخرى.
لعل هناك محاور أخرى في خاطر أحد القراء أو تجارب مرت عليه وتمخض عنها أسباب لم تذكر من ضمن المحاور المطروحة في المقال، فآمل من لديه الرغبة في المشاركة إضافتها؛ فأكون له بذلك من الشاكرين والمقدرين، أسأل الله العلي القدير، أن تختفي هذه الظاهرة من مجتمعنا ونراه مجتمعًا واعيًّا بالمخاطر التي تحيط به ومنها هذه الآفة الاجتماعية، و يرجع زاهرًا بالمحبة والود والتعاضد والتعاون كما دعا له ربنا عز شأنه في كتابه المجيد حين قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). {المائدة: 3}