مقالات

مقالات: الفقر بين المنظور العالمي و المنظور الإسلامي

بقلم: حسين الغزوي

يتباين تعريف الفقر و الفقراء بين المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة و بين الدين الإسلامي.
فالأمم المتحدة تعرف الفقر بأنه : الفقر أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، حيث إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات الأساسية، إضافة الى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات. واليوم يعيش أكثر من 780 مليون شخص تحت خط الفقر الدولي، المحدد بـ1.9 دولار يوميا أي ما يعادل ( سبعة ريالات و ربع)

تنتمي الغالبية العظمى ممن يعيشون تحت خط الفقر إلى منطقتين: جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
غالبا ما توجد معدلات الفقر العالية في البلدان الصغيرة والهشة وتلك التي تعاني من النزاعات.
تشير الدراسات الى أحرز تقدم ملموس في الحد من مستوى الفقر على مدى العقود الماضية. ووفقًا لتقديرات عام 2013، كان 10.7 في المائة من سكان العالم يعيشون على أقل من 1.90 دولارًا أمريكيًا في اليوم. وهذه النسبة أقل بمقدار 35 في المائة من احصائيات عام 1990 وأقل بـ44 في المائة عما كانت عليه في عام 1981. مما يدل على أن القضاء على الفقر المدقع في متناول أيدينا. وقد وضع البنك الدولي هدفاً جديداً في أبريل 2013، لإنهاء الفقر المدقع خلال عقد واحد، لخفض هذه النسبة لأقل من 3 في المائة من سكان العالم ممن يعيشون على 1.90 دولار فقط في اليوم بحلول عام 2030( حسب موقع الأمم المتحدة).
و هنالك قسم آخر من الفقر يسمى الفقر النسبي و يتم قياسه من خلال تقييم الوضع الاقتصادي للأفراد الآخرين في المجتمع، فيتم تصنيف الناس على أنهم فقراء إذا كانوا دون مستويات المعيشة التي تسود مجتمع معيّن.
ملاحظة: من أهم الانتقادات التي تم توجيهها لكلا المفهومين أنهما يهتمان إلى حد كبير بالدخل والاستهلاك فقط.
و أما الفقر في الفكر الإسلامي فهو : الذي لا يملك قوت سنته بالفعل أو بالقوة، و إن إمتلك مسكناً لائق و ألبسة له و لعائلته بحسب ما يقتضيه العرف العام و خادم أو خادمة له و لأهله أن كانوا محتاجين له و مركب، فمن يملك كل ذلك و لا يملك قوت سنته فهو فقير.
أن الهدف الذي يحاول الإسلام تحقيقه هو إغناء كل فرد في المجتمع الإسلامي
و قد قام الإسلام بتحقيق هذا الهدف بضغظ مستوى المعيشة من أعلى بتحريم الإسراف و بضغط المستوى من أسفل بالارتفاع بالإفراد الذين يعيشون مستوى منخفض من المعيشة إلى مستوى أرفع بهدف تقارب المستويات المعيشية.
أن مصطلح الفقر عند المنظمات العالمية هو ما يطلق عليه المسكين في الفكر الديني و هو الذي لا يملك قوت يومه.
و للأسف الشديد فقد إختلطت لدينا المفاهيم الإسلامية بالمفاهيم الغربية حتى أصبحنا نعامل الفقير كالدواب ( أجللكم الله) فلا حق له سوى الأكل و المسكن حتى و لو كان غير لائق و بتنا نخاف أن يشتري لأبناءه و لو جهاز أيباد.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى