دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي أمر بالعدل ودعا الى الحق وندب إلى الخير ونهى عن الشر وله العاقبة والمنتهى والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد البشر ومقيم الدين طه الأمين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
(حكومة الحق في إقامة الحق)
‏قال الله المولى الحكيم (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج |٤١
الحكومة أمرها خطير وخطير جدًا فإن كانت على درب الصلاح والصدق فهي في وضع من المواجهة والمعاندة من قبل أناس لا يملكون من الصلاح والصدق شيء بل حياتهم قائمة على الغش والدجل والكذب والفساد
وإن كانت على مسلك الفساد وسوء التصرف فهي أمام مواجهة وإعتراض ممن لا يقبل السلوك الفاسد وعلى كل حال فما على أي حكومة وفي أي زمان ومكان إلا أن تسلك النهج الذي فيه مصلحة الناس وإصلاح الشأن العام
ومن حسن الطالع لأي مجتمع حين يحظى بحكومة تحمل مشروعًا يتضمن تلبية مصالحه ومطالبه وفي الوقت نفسه أيضًا تحظى هذه الحكومة بمجتمع يتوق إلى التعاون ويبدي التفاعل ويتقدم بروح ملؤها التفاعل والنشاط والعزم
نعم إنها الحكومات التي يرتضيها الله تعالى مما هي عليه من تعامل وتعاطي فيه ابتغاء رضا الله تعالى من إقامة دين الله تعالى وشرعه وإصلاح نفوس الناس وشؤونهم وإصلاح الحياة وإعمارها وبهذا تستحق هذه الحكومة وأمثالها عناية الله تعالى ومساندتها وتوفير كل ما يلزم من تقدمها وإزدهارها وهذه العناية بل كل العناية والإسناد من الله تعالى رب الكون للحكومة الكونية والتي لأجلها سيسخر الله تعالى كل الإمكانيات والقدرات لأن على عاتقها ومساعيها سيكون الظهور لدين الله تعالى وإعلاء كلمته وبقائدها وأنصاره المهدي المنتظر(عج) سيقام الدين وتطهر الارض
وهذا ماقرره الله تعالى وإمضاه بقوله المبارك(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج | ٤١
التمكين من الله تعالى لصاحب الامر يكمن في تهيئة الظروف والإمكانات وتطويع كل شيء له وعندها يقيم الدين ويكون الحاكم على ربوع الارض من مشرقها ومغربها
وأبرز وأهم عناصر الدين التي ستقام وتنفذ هي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تأتي أحكام الدين طواعية ومتوالية كما هو الحال في قبولها قبول ماسواها وردها رد ماسواها
ومن هنا فإن المؤمن الصادق الحريص على قبول أعماله وفرائضه يعمد أول مايعمد ويهتم بصحة وسلامة وقبول صلاته وإخراج زكاته فبقبولها قبول غيرها وبردها رد غيرها
وهكذا هي حكومة صاحب الزمان المهدي المنتظر (عج) في إنطلاقتها ومشروعها هو إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذه العناصر والركائز تعمر الدنيا بالخير والصلاح وتحيا حياتها الفاضلة متزينة بالعدل والحق ومتطهرة من الظلم والجور
وقد قال الامام محمد بن علي الباقر(؏) في شأن هذه الدولة وصاحبها وأصحابه أن الله تعالى يملكهم مشارق الارض ومغاربها ويظهر بهم الدين حتى لا يرى أثر الظلم والبدع وهو يشير إلى آية (الذين إن مكناهم في الارض …)
وقال أيضًا (؏)(هذه الآية لآل محمد إلى آخر الأئمة والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهاء الحق ، حتى لا يرى أثر من الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
وبهذه الحكومة يكون رضا ساكن السماء وساكن الارض كما قال رسول الله (ص) (أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحًا -أي بالسوية-)
فهل مرت على البشرية حكومة هذا وضعها وهذا عطاؤها؟
بالطبع لم يشهد التاريخ هذا المشهد ولكنه ينتظر قيام هذه الحكومة الكريمة والدولة العتيدة
التي لطالما البشرية حنت وتاقت إليها وسألت رب الكون بقيامها وظهورها قائلة (اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة …)
الرغبة الحقة والأمنية الصادقة في الدولة الكريمة أن يهيئ الإنسان نفسه ويصلحها ويسير بها على جادة تلك الدولة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإلتزام التام بكل أوامر وأحكام الدين وإجتناب كل النواهي والمعاصي والمخالفات
لعلنا نحظى ونرزق بهذه الدولة وأن نكون من أنصارها وأتباعها وننال بذلك كرامة الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٦|٨|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى