دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي ليس قبله احد ولا بعده احد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد البشر وعلى ابنته الزهراء سيدة النساء على من تأخر ومن سبق وعلى آله الطيبين الطاهرين
(اكمل وافضل النساء فاطمة)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع – آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وافضلهن فاطمة)
الكمال كمالان : كمال مادي وآخر معنوي
من دواعي الحسن وروافد السرور ان يحقق الانسان في حياته التكامل كما هو حال تكوينه ووجوده وتدرجه نحو التكامل من نطفة ثم جنين ثم طفل ثم شاب وفي ذلك ينتهي الى تكامل شخصيته وبناء مستقبله واعماره وعلى هذا المنوال تكامل الكثير من الرجال سواء في حدود شخصياتهم او غيرها من المجالات الاخرى ولكن ماهو احسن واتم سرورًا ان تتكامل الشخصية مع جانبها الآخر اي كما تتكامل في مجالها الحياتي والمادي ان تكون لديها طموح وتطلع في ايجاد وتحقيق التكامل بمعناه الاسمى والاكمل والاشمل والاوسع وعلى هذا التقدير والنظر قد كمل من الرجال اعداد ليسوا بالقليل لما كانوا يحملونه من عزم وارادة وقوة وتصميم واستطاعوا بذلك ان ينجزوا في حياتهم تكاملاً وبمعنى الكلمة اي كما تكاملوا في جوانبهم الحياتية والمعيشية ايضًا تكاملوا في جوانبهم المعنوية والدينية
نعم التكامل في جانبه الحياتي والمادي مهم ومطلوب ولكن لا يكون له قيمة ولا اعتبار اذا ماكان خاليًا من جانبه الآخر الا وهو التكامل في الجانب المعنوي والديني اذ كم من الناس لهم تكامل وتوسع في مجالهم الحياتي ولكنهم فقراء في مجالهم الاخلاقي والديني فما عساه ان ينفعهم هذا الا قليل ثم يعود عليهم بالاسف والاسى
ولكن هذا ليس بداعي ان ينقطع الانسان ويعرض عن الدنيا والتكامل فيها وينشغل بالدين والآخرة فما هذا الا التباس في التفكير وسوء تقدير اذ انه من التقدير والنظر بمجال ان يتكامل في مجاله الحياتي والديني وهنا تظهر القوة والعظمة وسر التكامل وعمقه اذ ان اصحاب التكامل والقوة عمروا الدنيا وشيدوها ولم تأخذ منهم ومن عزهم الآخر والاهتمام بمشروعهم الديني بل هم على خلاف مع من اشتغلوا بالدنيا للدنيا ولم يلتفتوا الى الآخرة
اذ حين انشغالهم بالدنيا هم في نفس الوقت في انشغال واهتمام وعمل للآخرة
فحالهم كما يقول الحديث المبارك (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)
وبهذا يتحقق التوازن والاعتدال اذ انه لا يذهب الانسان نحو اليمين مطلقًا ولا نحو الشمال كذلك
اذ انه حين يكون متوسطًا بين الامرين يستطيع ان يحقق التكامل ويربح الدارين وكما تكامل في هذا المجال رجال كثير لما كانوا عليه من بعد نظر ونفاذ بصيرة وسعة وعي وقوة ادراك وقد لحق بهذا الركب وهذه القافلة عدد قليل من النساء اللاتي حوين على مستوى من العلم والمعرفة والادراك واليقين وبهذا قد صرن وانتهين الى التكامل والعظمة كما يقول رسول الله (ص)(كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع – آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وافضلهن فاطمة)
نعم لقد تكامل من هؤلاء النسوة في عقيدتهن وايمانهن وصبرهن وعزمهن وعفافهن وطهارتهن وسيرهن في مرضاة ربهن فصاروا بذلك سيدات نساء زمانهم وافضلهن وافضل هذه النسوة اللاتي تكاملن هي بنت اكمل الخلق وافضل البشر فاطمة بنت محمد التي هي روحه وثمرة فؤاده
وقد قال رسول الله قوله المبارك والعظيم في حق هؤلاء المتكاملات من النساء وبحق افضلهن (كانت اربع نساء سيدات زمانهن مريم بنت عمران وآسية وخديجة وفاطمة وافضلهن فاطمة)
ومن هنا وامام هذه الشهادة العظيمة والوسام الكبير الذي اضفاه رسول الله (ص) على هؤلاء النسوة المباركات يكون حريًا بأمم الارض ان تقف اجلالًا واعظامًا لمقام هذه النسوة واقتفاء اثرهن والسير على خطاهن والتأسي بسيرتهن ولا سيما سيدتهن وافضلهن فاطمة بنت محمد وان يُتخذ يوم ميلادها يومًا للمرأة العالمية ليكون الوقوف في ذلك اليوم على عظمة فاطمة ومقامها السامي وسيرتها العطرة والتي فيها وبها صلاح وصيانة للمرأة وحفظها

نسأل الله فاطر السماوات والارض بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها ان يرزقنا حب فاطمة وولائها وذلك من حب ابيها وبعلها وبنيها وان يوفقنا للتكامل والصلاح والتمسك بهديه وهدي نبيه وآله الميامين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٢|٦|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى