السمنة بين الحمية الغذائية وعمليات الجراحة
ظاهر أحمد آل ظاهر
اختصاصي تغذية علاجية
تعرف السمنة أنها “حالة طبية تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم إلى درجةٍ تتسبب معها آثار سلبية على الصحة، ويحدد الأفراد الذين يعانون السمنة بأنهم أصحاب مؤشر كتلة الجسم الأكثر من 30 كجم/م2”.
والسمنة في الحقيقة مرض معقد ويطلق عليه البعض أخطبوط الأمراض فهي تؤدي للكثير من المشاكل الصحية ابتداء من تقليل جودة الحياة حيث يتجنب بعض البدناء الأماكن العامة والنشاطات المجتمعية تفاديا للتنمر والسخرية من قبل الآخرين وأحيانا لصعوبة تنقلاتهم مما يجعلهم في عزلة اجتماعية تسبب لهم كآبة وقلق وانخفاض في مستوى انجازتهم العملية أو المجتمعية وانتهاء بالأمراض العضوية مثل أمراض القلب والسكري وضغط الدم وتوقف النفس أثناء النوم ومشاكل العمود الفقري والعظام …
يلجأ أغلب الناس دائما إلى الحلول السريعة لمعالجة الوزن الزائد ويتغافلون أو ينسون أن ما يذهب بسرعة يأتي بسرعة أيضا. اكتسابك لهذا الوزن لم يأتي بين عشية وضحاها لذلك عليك دراسة حالتك الصحية ونمط حياتك وعاداتك الغذائية مع مختص فالحمية الغذائية التي يتبعها زملائك أو عائلتك ليست حلا سحريا لخسارة الوزن وقد لا تناسبك وستكون حلا مؤقتا في حال رجعت لعاداتك الغذائية السيئة بعد خسارة وزنك الزائد وكذلك العمليات الجراحية لمعالجة السمنة إذا لم يرافقها تغييرا جذريا لنمط الحياة القديمة فلن تجدي نفعا وقد يكتسب الشخص وزنه السابق مع مضاعفات وأعراض مؤذية أكثر مثل حصوات المرارة وعسر الهضم وعدم تحمل لأغلب الأطعمة وعلى المدى البعيد قد يحدث سوء تغذية عند المريض وكذلك قد يتعرض لانخفاض في سكر الدم نتيجة لمتلازمة الإغراق
متلازمة الإغراق(Dumping syndrom)
“مُتلازمة الإغراق هي حالة قد تظهر بعد جراحات استئصال المعدة أو جزء منها أو بعد جراحة تحويل مسار المعدة لمساعدتك على خسارة الوزن. كما يمكن لهذه الحالة أن تظهر لدى الأشخاص الذي أجرَوْا جراحات في المريء. تحدث مُتلازمة الإغراق، والتي تُعرَف أيضًا بالإفراغ المعدي السريع، عندما ينتقل الطعام، وخاصة السكر، من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة”
لسنا ضد عمليات جراحة السمنة لأنها ضرورية ومنقذة لحياة أصحاب السمنة المميتة والذين يعانون من أمراض قد تقل أو تخف حدتها مع إجراء عمليات التكميم. ولكن أصحاب الأوزان الزائدة عليهم مراجعة نمط حياتهم و علاقتهم مع الرياضة والمشي وكميات ونوعيات الأطعمة التي يتناولونها وكذلك طريقة طهيها وتذكر أن تغيير نمط الحياة لا يترافق معه حرمان من بعض الأطعمة ولا مضاعفات وأعراض مزعجة ولنجعل التفكير في هذه العمليات آخر العلاج.