كلمة الجمعة للشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القوي الذي لا يضعف والعزيز الذي لا يذل والغني الذي لا يفتقر والعليم الذي لا يجهل والصلاة والسلام على النور الانور والضياء الازهر ابي الزهراء محمد وآله الطيبين الطاهرين
(السيدة زينب نهضة لنهضة)
قالت السيدة زينب عقيلة بني هاشم (؏)(اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك ممن سفك دماءنا وقتل حماتنا)
نهضتان ، نهضة حق واخرى نهضة ظلم ولكل نهضة دوافع ومقاصد فنهضة الحق عادة ماتكون دوافعها واهدافها وغاياتها هو تحكيم الحق وتجسيد مضامينه من اقامة العدل والقسط واظهار صفحاته ووجوهه من ايصال كل ذي حق الى حقه وردع كل متجاوز ومتطاول وايقافه عند حده لتنعم بذلك البشرية بالهدوء والاستقرار والرخاء والاطمئنان هذه هي نهضة الحق ومنطلقها واما نهضة الباطل والظلم هي خلاف ذلك وان حملت في شعاراتها ونداءاتها دعوات براقة وزاهية فهي سرعان ماتكشف عما اضمرته واخفته من سوء نية وخسة ضمير وذلك بمجرد الوصول والتمكن تبدأ بالاسفار عما تسترت لاجله ومن هنا يظهر التقاطع والخلاف بين هذا النوع من النهضات والنوع الاخر التي حملت على عاتقها وعزمها راية الحق والاصلاح واظهار العدل وعلى هذا قد وقع وجرى الصراع وحدثت واحتدمت المواجهة كمواجهة النور والظلام والخير والشر والفضيلة والرذيلة والحياة والموت والوجود والفناء وقد تقدمت قوافل الحق ونهضات الحياة لمواجهة اي نهضة واي حركة مزيفة وملوثة
بقيادة اهل الطهارة والنقاء وعلى صدارتهم انبياء الله ورسله ومن هم على دربهم وسيرهم الى ان حطت هذه القافلة برحلها وزمامها بساحة وحضرة رسول الطهارة والصدق محمد بن عبد الله (ص) فقام بنهضته كما قام الذين سبقوه وعلى اتم وجه واكمل حال فكانت همته في ذلك اظهار امر الله تعالى وتطهير الساحات والنفوس من رجس الشرك فلاقى على اثر ذلك مواجهة عنيفة واحوالًا شديدة ولكن بفضل صبره وحنكته وسعة صدره وحسن اخلاقه استطاع وبعون الله تعالى ان يتخلص من ذلك الوضع ومن تلك الظروف الحالكة وان يرفع لواء الحق والدين عاليًا بعد ان وقع الانكفاء والتقهقر لتلك الجبهة المعادية والمناوئة ولكن وبعد رحيل رسول الله (ص) وفي فترة ليست بالطويلة بدأت تبرز تلك الجبهة بوجهها من جديد وبالخصوص حين وجدت ظروفًا مساعدة على ذلك فبدأت بشن غاراتها وصب جام غضبها على الدين والحق من خلال الاستهتار والاستهانة بأحكامه وتشريعاته واظهار موجة الالحاد والتشكيك بل والى اعظم من ذلك وهو التنكر والكفر به حين اطلقها وليد الشرك والالحاد ملاعب القرود وشارب الخمور يزيد بن معاوية حين قالها بواحًا :
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
فكان لهذا الصوت وهذا الموقف موقف ابن الانبياء وسيد الشهداء حسين الاباء والطهر بن الطاهرين فكانت كلفة موقفه ودفاعه عن دين الله ورسالة جده رسول الله حياته وحياة اهل بيته واصحابه الكرام نعم الكلفة والثمن غالي ولكن الى ماهو اغلى واثمن كما قدرها ووزنها وقالها :
ان كان دين محمد لم يستقم
الا بقتلي فيا سيوف خذيني
نعم اخذته السيوف وظن اصحابها ومن فوقهم انه انتهى كل شيء وطويت تلك الصفحة وابعدت تلك النهضة واذا بهم تواجههم نهضة وانطلاقة لا تقل عن سابقتها وبقيادة سيدة المخدرات وعقيلة الطالبيات وعميدة الهاشميات بنت علي ومحمد وفاطمة وخديجة واخت الحسنين فكانت مواجهتها لرموز الشرك والالحاد ليزيد وبن زياد وفي قصورهم ومقر شرهم اشد عليهم من الصواعق المحرقة والزلازل المدمرة والطوفان المهلكة فصاروا بعد مواجهة زينب الشموخ والعز في اسوء حال واشد انهزام وانكسار فنحل وانحط خيلاهم وغرورهم وذهبت امانيهم ومشاريعهم ادراج الرياح
فكانت هذه النهضة الزينبية صونًا وحفظًا للنهضة الحسينية كما النهضة الحسينية حفظًا وصونًا للنهضة المحمدية
فكان غرض ودافع ومدافعة ومواجهة السيدة زينب هو حفظ الاسلام والدين في حفظها وصونها لنهضة الامام الحسين فالحسين وزينب وبقية اهل البيت هم من رسول الله ورسول الله منهم
وبعد هذا من اراد ان يكون من رسول الله ومن رفقائه فسبيله وطريقه الحسين وزينب واهل بيت العصمة والطهارة الذين اوقفوا انفسهم لله تعالى ولدينه
–
نسأل الله العلي القدير ان يجعلنا من اهل دينه والحافظين له والمدافعين عنه ومع محمد وآل محمد
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٠|٥|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس