دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نور النور ومدبر الامور وجاعل الحسين مصباح نور وسفينة نجاة وسبيل سعادة والصلاة والسلام على الشفيع يوم اللقاء المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(في يوم الاربعين على خطى الحسين)
قال الرسول الامجد محمد (ص) (حسين سبط من الاسباط من احبني فليحب حسينًا)
حب الشيء من حيث هو ظاهرًا امر حسن وشيء جميل ولكن ماهو احسن واجمل ان يكون الحب ابعد واوسع من ذلك الا وهو ان يكون فيما وراء الظاهر اي يكون الحب فيما خفي وتوارى من معنى وقيمة وغاية ومقصد فحب القرآن ظاهرًا من تلاوته وحفظه والتبرك به والاستشفاء والثواب وما الى ذلك من امور ومطالب
الا انه لا يتم هذا الحب وهذا الاهتمام الا اذا تحقق الوقوف على معنى ومقصد ومراد هذا الكتاب وآياته والتجسيد لمقاصده ومراميه وهكذا قال رب الكون الله تعالى في كتابه الكريم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد | ٢٤
نعم التلاوة والنظر والاستماع للقرآن امر عظيم وثوابه جليل ولكن ماهو اعظم واجل ان يكون الوقوف على آياته والتدبر فيها والوقوف على مقاصدها ومعانيها ومطالبها والسير حثيثًا في تطبيقها وتنفيذها على بساط الحياة وحينها يكون هذا الحب حبًا جادًا وصادقًا وراقيًا ودون ذلك اي الاقتصار على التلاوة والظاهر والمقاصد الشكلية يصبح هذا الحب منقوصًا ومحدودًا وثمرته قليلة وضئيلة ولربما ضاع بهذا الهدف وفقدت الغاية وهذا مالا ينبغي
لأن القرآن مع ماهو ومافيه من بركة وشفاء وأجر وثواب الا ان الغاية منه هو العمل والالتزام والسير على وفق تعاليمه وارشاداته واوامره واحكامه والانتهاء عما نهى عنه والترك لما منع وزجر عنه
ومن هنا حين يكون منا الحب لرسول الله (ص) ان يكون حبًا لمقامه وجلالة قدره وعظيم شأنه ومع الالتزام والاخذ بكل ماجاء به واشار اليه ودعى وحث عليه او مانهى عنه وحذر منه لقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر | ٧
وحين يتحقق الاخذ بأمر رسول الله (ص) والانتهاء عما نهى عنه عندها يكون الحب صادقًا والولاء سليمًا والانتماء اكيدًا والاتباع صحيحًا والارتباط شديدًا
والرسول محمد (ص) يؤكد هذا الحب ويوثقه ويقره ويمضيه بحب سبطه وريحانته وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (؏) بقوله (من احبني فليحب حسينًا)
فالحال والواقع هنا مع الحسين هو الحال والواقع مع رسول الله اذ ان الرسول لا يعتبر اي حب او ولاء له الا اذا جاء عبر حب الحسين والولاء والاتباع له والسير على خطاه
اذ انه (ص) يعتبر ان الحسين هو ذاته وذاته هو الحسين ولذلك قال (حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينًا وابغض الله من ابغض حسينًا)
فحب الحسين هو ذات الحب لرسول الله (ص) مقامًا وشأنًا واتباعًا وطاعةً والتزامًا وسيرًا واخذًا بما امر وانتهاءً عما نهى كما هو الحال والمقام لرسول الله (ص)
ومن هنا ونحن نعيش هذه الايام ذكرى الاربعين لابي الشهداء وكعبة الاحرار وقدوة الابرار الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (؏) يسترعي منا الاهتمام والعناية والتوجه بسيرنا وخطواتنا ان نكون وبكل حب وصدق وولاء واخلاص على خطى الامام الحسين وسيره ورشده وهداه والظهور بما هو لائق بمقامه وذكراه والتمثل بما كان عليه من صلاح واصلاح وحسن واحسان وعز واباء وجود واخلاص وصدق ووفاء وكرم واقدام حتى يكون كل محب وموالي للحسين حسينيًا سلوكا وسيرا واخلاقا وعفة وطهرا وطهارة وصلاحا واصلاحا وايمانا ويمنا وسماحة
وذلك ليس في اوقات الذكرى وحسب بل في كل الاوقات مقتفيًا بذلك اثر وسير مولاه وامامه ابي عبد الله الحسين (؏)

نسأل الله المولى الكريم بحق صاحب الذكرى ابي الضيم والاباء ابي عبد الله شهيد هذه الامة ان يوفقنا ان نكون على خطى الامام الحسين وان نهتدي بهديه ونسير على خطه ونهجه وهو نهج وخط رسول الله جده (ص)
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢١|٢|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى