اليوم العالمي لكبار السن
1 اكتوبر اليوم العالمي لكبار السن تكمن أهمية هذا اليوم في توعية المجتمع بالمشاكل التي تواجه كبار السن والاحتفال بما أنجزوه وقدموه لمجتمعاتهم وأحد أهم أهدافه حث المنظمات غير الحكومية والأسر في مساعدة ودعم كبار السن في اتباع نمط حياة صحي يناسب مرحلتهم العمرية.
عادة يقصد بكبير السن الشخص الذي تجاوز سن الخامسة والستين أو السبعين عاما. في هذه المرحلة العمرية تتأثر الحالة الصحية والغذائية نتيجة للتغيرات الفسيولوجية والنفسية والإجتماعية.
في هذه السطور القصيرة أود التركيز على أهم المشاكل الغذائية المصاحبة للتغيرات الفسيولوجية وكيفية علاجها أو التخفيف منها.
أولا: مشاكل الهضم والامتصاص:
غالبا ما تكون مشاكل الجهاز الهضمي هي الأكثر شيوعا عند كبار السن لاسيما عسر الهضم ونقص العناصر الغذائية وأبرز تلك العناصر الكالسيوم والحديد وڤيتامينB12 ويعود سبب هذه الاضطرابات إلى قلة إفراز الانزيمات الهاضمة ولمعالجة المشاكل السابقة آمل من القائمين على رعاية كبار السن تثقيفهم بالنصائح التالية:
• تناول الوجبات الصغيرة المتكررة بدلا من الوجبات الكبيرة وعدم شرب الماء بكميات كبيرة أثناء الطعام يساعدهم في التخلص من مشكلة عسر الهضم.
• اترك بعض العادات الغذائية مثل شرب المشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي والقهوة بعد الوجبة خصوصا مع وجود مشكلة قلة افراز الانزيمات الهاضمة فلها تأثيرها على تثبيط امتصاص العناصر الغذائية وتحديدا عنصر الحديد.
• ناقش مع طبيبك ما إذا كان لبعض الأدوية تأثير على بعض الفيتامينات
ثانيا: مشكلة الجفاف
يفقد بعض كبار السن في بعض الأحيان الشعور بالعطش أو يمتنع عن شرب الماء لعدم قدرتهم على التحكم بعملية التبول وقد تظهر أعراض الجفاف على شكل صداع وعدم تركيز وتغيرات في قراءات ضغط الدم لذلك ينبغي التنبه لهذه المشكلة ومعالجاتها بتقديم السوائل الصحية كالماء والحليب والحساء والعصائر الطبيعية والاقلال قدر المستطاع من المنبهات.
ثالثا: مشاكل البلع والمضغ
تحدث تغيرات عند كبار السن كالسقوط الأسنان وتتبعها مشاكل المضغ والبلع مما يجعل كبير السن يتخلى عن بعض أنواع الطعام وبالتالي لا يأخذ كفايته من الطعام خلال اليوم مما يؤدي لنزول في الوزن وسوء في التغذية. ومن هنا ننصح من يقوم برعاية هذه الفئة أن يقدم لهم الطعام المتكامل وطهيه وتقديمه لهم بالشكل الذي يناسب قدرتهم على المضغ والبلع وفي حال عدم استساغتهم للطعام بهذه الطريقة يجب اللجوء إلى المدعمات الغذائية الموجودة في الصيدليات لتوفير احتياجاتهم الغذائية
رابعا: مشكلة الأيض (التمثيل الغذائي)
تنخفض نسبة الأيض لدى كبار السن بسبب انخفاض نسبة الأنسجة العضلية وزيادة الأنسجة الدهنية وكذلك بسبب تغير نشاط بعض الهرمونات المسؤولة عن عملية الأيض لذلك علينا أن نحرص على تناولهم لاحتياجهم الكامل من البروتينات وفي حال قدرتهم على ممارسة الرياضة ينبغي تشجيعهم على ذلك.
لا تنتهي المشاكل الغذائية عند كبار السن إلى هذا الحد ولكن نكتفي بهذا القدر منها.
*حق اجتماعي*
وفي الأخير لكبار السن علينا حق اجتماعي من الضروري أن نذكر به بعضنا البعض يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق:
“وَأمّا حَقُّ الكبيرِ فَإنَّ حَقَّهُ تَوقِيرُ سِنِّهِ وَإجْلالِ إسْلامِهِ إذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضلِ فِي الإسْلامِ بتَقْدِيمِهِ فِيهِ وتَرْكِ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَامِ ولا تَسْبقْهُ إلَى طَرِيقٍ، ولا تَؤُمَّهُ فِي طرِيقٍ ولا تَسْتَجْهِلْهُ. وَإنْ جَهِلَ عَلَيْكَ تحَمَّلْتَ وَأَكْرَمتَهُ بحَقِّ إسْلامِهِ مَعَ سِنِّهِ فَإنّمَا حَقُّ السِّنِّ بقَدْرِ الإسْلامِ. ولا قُوَّةَ إلا باللهِ”
يحتاج كبير السن إلى اعطائه مكانة تتناسب مع كبر سنه فلا تخاصمه ولا تجادله حتى لو كان مخطئا أو جاهلا وتذكر أنه قد يكون غير متعلم ولكنه يملك خبرة كبيرة في الحياة فحاول أن تخرج منه بفائدة وعلينا أن نتحمل حدة مزاج بعض كبار السن فهذا الحدة طبيعية جدا وهي نتيجة للتغير النفسي الناتج من احساسه تارة بالضعف واخرى بالوحدة فحاول مجاراته واجعل لكلماتك أثرا كالبلسم على جراحه وتذكر أن توقيره واحترامه وصية إسلامية وحق علينا اتجاهه.
رحم الله الماضين من أبائنا وأبائكم وأطال عمر الباقين في خير وعافية.
ظاهر أحمد آل ظاهر
اختصاصي تغذية علاجية