دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حبيب الصادقين وإله العالمين ورب الخلائق اجمعين والصلاة والسلام على حبيب الله ورسوله والصادق الامين والهادي الى الدين المصطفى الامجد محمد وآله الطيبين الطاهرين
(مع النبي بالحب له ولآله)
قال امير المؤمنين علي (؏)(ان النبي اخذ بيد الحسن والحسين (؏) فقال : من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة)
حب الله بوابته حب النبي وحب النبي طريقه حب اهل بيته (ص)
والحب مراتبه ثلاث ثالثهم اعلاهم :
الحب اولاً بالقلب ثم باللسان وبعدهما بالموقف والولاء والسير والسلوك
فحب الله تعالى مرتكزه القلب ومنطلقه اللسان وتجليه اليد والموقف
فالقلب هو حرم الله فلا تسكن فيه غير الله كما ورد في الحديث المبارك وحين يكون المرء صادقًا وجادًا في حبه لله تعالى فإنه سيكون قلبه وحبه لله تعالى لا يشاركه احدًا سواه
وحينها سيكون هذا القلب مفعمًا بالاطمئنان ومسربلاً بالاستقرار والحب الذي ينبغي ان يكون لله تعالى هو ذلك الحب الذي انبثق من القلب وذاع على اللسان وانبسط في الوجود وذلك عبر ما يتضمنه هذا الحب من الايمان والاعتقاد واليقين ثم العمل والالتزام بما رسم واقر اي العمل بما شرع وحكم الرب تعالى
فالحب اذن طاعة وعبادة والتزام وسلوك واجتناب وانتهاء عما نهى عنه المحبوب فحب الله تعالى ليس امرًا مكنوزًا في القلب بل حبه انما يكون على حقيقته وواقعه حين يكون مجسدًا وممثلاً على ارض الواقع وساحة الحياة وهذا انما يلمس ويرى حين يكون الاتباع والطاعة لمن نصبه الله تعالى ممثلاً له وداعيًا لحكمه وشرعه الا وهو الرسول محمد (ص) وذلك لقوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران | ٣١
فلا يمكن ان يتحقق الحب لله تعالى الا باتباع وطاعة الرسول والالتزام بكل ما امر ودعا اليه ونهى عنه
فالحب للرسول واعظامه انما يكون حبًا صادقًا حين يكون التصديق والطاعة لله وعدم الاعتراض عليه وعلى مايشير ويدعو اليه في حياته وبعد مماته فهو لا يعتبر حبه وطاعته تامة وكاملة الا بحب من يحبهم وطاعتهم واتباعهم فهي طاعته وطاعة الله تعالى وبغضهم ومخالفتهم هي ذاتها مخالفة وبغض الله ورسوله وان تظاهر من تظاهر بالحب لله ورسوله فهو بهذا الحال ليس مع الله ورسوله ولا الله ورسوله معه ، مالم يكن مع اهل بيت النبي حبًا واتباعًا وولاءً وطاعةً وسيرًا وقيادةً وهكذا قالها رسول الاسلام محمد (ص)وقد اخذ بيد الحسن والحسين (؏) فقال : من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة)
لا والله لا يكون الانسان مع الرسول في درجته يوم القيامة الا حين يكون معه في الدنيا بالحب والولاء والطاعة والالتزام والسير والسلوك والحب والاتباع لاهل بيته الاطهار كما هو معه اذ هم هو وهو هم لا انفكاك ولا انفصال بينه وبينهم اذ روحه ارواحهم ونفسه انفسهم ومن يفكك او يفرق ويفصل بين الرسول واهل بيته انما يفكك بين الله ورسوله
وبالتالي يتحقق ويجري انفصاله وابتعاده عن الله ورسوله وان تراءى له الاتصال والقرب
هيهات انما القرب لا يكون الا بالقرب من اهل بيت النيي وعندها يكون القرب منه (ص) ومن الله تعالى وحينها يكون الاطمئنان والاستقرار في الكون مع الله وحبه ومع رسوله وحبه في الدنيا والآخرة
وهذا ماقدره وحكم به رسول الله (ص) وبوحي من ربه فالرسول (ص) لا يعتبر حبه صادقًا واتباعه سليمًا الا عبر حب واتباع اهل بيته الاطهار الذين من اراد الله بدأ بهم اي بحبهم وطاعتهم واتباعهم فما على هذه الامة بل وسائر الامم حين تبتغي وتروم حب الله ورضاه ان تعلن حبها وولائها وطاعتها وسيرها لرسوله واهل بيته (ص) الذين هم سفن النجاة وابواب رحمة الله وطرق حب الله ورضاه

نسأل الله العزيز الحكيم ان يجعلنا من احبابه واولياءه واهل طاعته واحباب نبيه واهل بيته الاطهار (ص) لنكون معهم في الدنيا وفي درجاتهم يوم القيامة انه ربنا لطيف خبير ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٤|٢|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى