مقالات: الاختلاف الإنساني
بقلم: جواد علي المعراج
إن وجود الاختلاف بين الأفكار والثقافات بين مختلف الفئات البشرية أمر طبيعي ووارد في حال اتفق أو رفض الطرفين الفكرة المطروحة في الموضوع المعين، كما أن الفئات الأخرى ليست مجبورة على التمسك بقناعاتنا، ولكن بطبيعة الحال توجد فئة من البشر تطمح لإنجاز الأهداف الكبيرة التي لها دور في تحقيق التعاون والتعايش والتفاهم وبعث التفاؤل بين الناس والابتعاد عن النظرة التشاؤمية التي تقتل أي شيء جميل.
وكل هذه الأهداف طبعا تتحقق بمشيئة الله وقدره، وتطلب التنسيق والإصرار على التعلم وسعة الصدر والصبر والمواجهة.
التكبر والغرور بكثرة يجعل الإنسان دائما يميل إلى تهميش واقصاء الأشخاص المحيطين به، وأيضا ممارسة الفوقية بغرض إذلال الآخرين في مختلف الممارسات أو التعاملات اليومية، تسبب أمراض اجتماعية وأخلاقية يصعب حلها.
كما أن الاقصاء والتهميش الناتج عن الغرور والتكبر على الأصوات المخالفة أو رفض مناقشة الشخصيات التي ترغب في المناقشة، يؤدي في نهاية المطاف إلى الدخول بحالة العجز التي لا تقرب وجهات النظر وتشكل العلاقات الإنسانية الإيجابية.
هذه الأمراض المستفحلة لها دور في إشعال صراعات غير منتهية، وإحداث نفور بين مختلف الشرائح، وقد تستمر لعدة سنوات، نتيجة ضعف الإرادة، والتأخر عن التقدم، وعدم انتهاج طرق تساعد على مقاومة الضغوطات الاجتماعية، بالإضافة على ذلك ضعف القدرة على استيعاب أفكار التوجهات الأخرى، وهذا الأمر ينعكس بصورة سلبية على مختلف الأطراف المعينة، حيث أن كل طرف ينتقص ويحط من مكانة الآخر.
والخلاصة التي لابد من قولها هي: إذا أراد شباب وأبناء وأفراد المجتمع أن يصبحوا مبدعين وموهوبين ومنتجين أكثر، فإنه يجب على كل شخص أن يتقبل سلبيات وعيوب الآخر ويتعلم على كيفية فهم وجهة نظره، كما من الواجب أن يكون لدى كل إنسان الرغبة في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع، وتجنب تحريك النوازع الشيطانية المرتبطة بتحقيق المكاسب والمآرب الشخصية فقط، والتي لا تضع أي أهمية للمصلحة الاجتماعية.