مقالات

مقالات: بوصلة القيم الشخصية

الأستاذ زكي حسن المبارك

ثمة فرق بين أن تعيش حياتك بمعنى أن “تتنفس” وأن تعيش حياتك بمعنى أن “تحيا”!!

عندما ينظر الإنسان ويتأمل واقع البشر وما يحصل حوله من تطورات على كافة الأصعدة من تكنولوجيا و فلسفة وغيرها يلحظ بأن كل شيء راجع للفكر وهو الذي يحكم في الغالب ، إحدى الصفات المشتركة عند أولئك الناجحين عند قراءة سيرتهم الذاتية أنهم يعرفون جيداً من هم ! كما يمتلكون الوعي العميق بذواتهم ودوافعهم فيتحركون بسلاسة في الحياة، بينما يسير العاديون في الحياة متخبطين في دروب غير واضحة المعالم مما يفقدهم القدرة على التحقيق والإنجاز وعندما ننطلق من الفكر فمن الأولى أن نتعرف على ما يقود ذلك الفكر!
إنها القيم الشخصية التي تمثل أهم أولويات الإنسان الداخلية التي توجهه عند إتخاذ القرارات والاختيارات في كل جوانب حياته المختلفة، حياتنا أنا وأنت مثل السيارة تقاد من الداخل فقيمنا الداخلية هي التي صنعت ما نحن عليه الأن فكل أفعالنا وتصرفاتنا تحت سيطرت تلك القيم الدفينة، بالتالي كلما كنت واضحاً تجاه قيمك، محدداً لها كلما كانت تحركاتك أكثر فاعلية و إنجازاتك أسرع تحقيقاً .
من المفردات الأخلاقية التي ندعو لها ونعتبرها مهمة بالنسبة لنا ولغيرنا قيم الصدق، الأمانة ، العطاء ، الإخلاص ، العفة ،الخلوة مع الذات والاحترام وغيرها الكثير إن لهذه القيم مراتب ودرجات تكون مرتبة على هيئة هرم لتشكل خارطة القيم للإنسان ،حيث تمثل قمة الهرم أهم القيم بالنسبة له تليها القيم الأقل أهمية ثم الأقل تلك المتواجدة عند قاعدة ذاك الهرم، أحيانا قد تتغير مواقع تلك القيم صعوداً وهبوطاً في برهة من الزمن عند الفرد محدثة غربلة كاملة في طريقة تفكيره مما يؤدي لتغير خارطة العالم في الذهن تبعا لذلك حيث تتسع وتضيق حدود العالم حسب نوع التغيير في سلم ذلك الهرم.
على سبيل المثال :
الصدق قيمة والصداقة قيمة ولكن أيهما أعلى مرتبة في سلم القيم بالنسبة لك؟؟ بمعنى آخر هل تضحي بالصديق في سبيل الصدق أم تكذب لأجل الصداقة ذلك يعتمد على موقع كلا من القيمتين بعضهما البعض من حيث الأهمية بالنسبة لك.
والآن دعني أسألك عزيزي القارئ:
ما الأهم بالنسبة لك في حياتك، مالأشياء التي تمنحها أهمية هل العائلة ؟هل النجاح ؟هل السلام الداخلي؟ هل الاستقرار؟
أي كانت إجابتك فهذه هي قيمك قاعدة تحركك العميقة ومنطلق سلوكياتك الأساسي إن القيمة وصف غير مادي وشيء غير ملموس
أقوى 3 أسئلة لمعرفة قيمك :
1/ فكر في آخر قراراتك الهامة (ما المعايير العامة التي قادتك لإتخاذ كل قرار)؟
2/ فكر في روتينك وسلوكياتك اليومية (ماالمعايير العامة التي توجههك )؟
3/ ما أهم خمس أولويات في حياتك (على مدارالخمس سنوات الماضية )؟
كما يمكنك معرفة وإستنباط قيم الأخرين عن طريق ملاحظة سلوكياتهم وكلامهم وكذلك عن طريق توجيه أسئلة معينة لهم ، معرفة قيم الأخرين يجعل من اليسير التعامل معهم كما يمكنك التنبؤ بردات فعلهم وتكون لغة التواصل سهلة ومريحة وبعيدة عن التشنجات.
إن أسعد أناس في عالمنا اليوم هم من يعيشون في توافق وإنسجام مع قيمهم الداخلية بينما الأتعس على الإطلاق من يخونها لأنه سيكون مفتقدا لذلك الرضا الداخلي بالتالي عيش قيمك هو الطريق الأمثل للثقة بالنفس وإحترام الذات وتحقيق إنجازات عظيمة.
تذكر دائما / بأن سلوك الإنسان ينبع من قراراته وقراراته تنبع من قيمه بالتالي إذا أردنا أن نعيد النظر في سلوكنا وتصرفاتنا نحتاج إلى إعادة ترتيب قيمنا لأن أكبر وأعظم تغيير هو الذي يكون على مستوى المبادئ والقيم .

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى