الاستقلالية الذاتية عند الشباب
بقلم: جواد علي المعراج
إن الشباب بطبيعتهم يرغبون بالاستقلالية في شؤونهم الحياتية، ويعتبرون هذا الأمر أقصر الطرق لتحقيق الذات، وإثبات شخصياتهم وجدارتهم من أجل تحمل مختلف المسؤوليات.
إن الرغبة في الاستقلال الذاتي له آثار مثمرة ولكن شرط أن يكون وفق الأطر الدينية والتربوية والعرفية، كما أنه يساعد البشر على تحمل المسؤولية وتقوية ثقتهم بأنفسهم، وتنمية المواهب والإبداعات وتوسيع العلوم والمعارف الإنسانية لديهم.
من جهة أخرى تُبرز رغبة الشباب في الاستقلال غير المشروط وعدم التقيد بالمبادئ والقيم الاجتماعية والأخلاقية يؤدي إلى بروز المظاهر التي بها العجب والغرور والتكبر الذي له مخاطر وآثار سلبية؛ هذا النوع من الاستقلالية الشخصية يلحق الضرر بالأفراد والمجتمعات البشرية، ويجعل المرء يمارس التهجم بالنقاش السلبي.
وما يزيد الأمور سوءا أن هناك شخصيات شاذة ترمي التهم وتمارس التهجم الذي يؤدي إلى إشعال العداوة والفتنة بين أبناء وأفراد المجتمع، وكلما كثرت النزاعات، تحول المجتمع لبيئة خصبة للعداوات.
من هنا نتعلم أن كل فرد يريد أن يستقل بقراره الشخصي، ولكن يجب أن لا يخرج عن الأطر الدينية، والتربوية، والعرفية، وإذا ذكرنا هذه الأطر فإننا نقصد أن لا نصل لمرحلة التطاول على الآخرين، وإثارة الخلافات بين الناس.