كلمة العيد لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل هذا اليوم للمسلمين عيدًا ولمحمد وآل محمد(ص) ذخرًا وشرفًا ومزيدًا والصلاة والسلام على خير الانام وقدوة الكرام المصطفى محمد وآله الانوار الطيبين الطاهرين
(العود لا آخر العهد)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)لصاحبه جبر بن عبد الله الانصاري(ر)(ودع شهر رمضان وقل :
(اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا اياه فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا
فإنه من قال ذلك ظفر باحدى الحسنيين اما يبلغ شهر رمضان من قابل واما بغفران الله ورحمته)
في بدأ الكلام نتقدم وبكل عزم وشوق وبهجة وسرور مقدمين اغلى واثمن التهاني والتبريكات بمناسبة حلول واطلالة عيد الفطر المبارك لكل من اناب واخبت الى ربه سائلين المولى الكريم ان يجعله افضل عيد يحل على امة محمد (ص) وعلى اصحاب الارادات الطيبة والنوايا الحسنة
وبعد ان ينتهي كل انسان او اي طائفة او امة من مهمة او مشروع ويرى فيه انجازه ونجاحه يقف ليظهر بهجته وسروره وغبطته وارتياحه وبعدها لينطلق ليدشن مهمة ومشروع اخر بل ومهمات ومشاريع
هذه حالة الانسان والمجتمع الحي والناهض والمتقدم والواعد ويكون على الدوام في وضع وحال من الرغبة والعزم والهمة والتمني ان يوفق لاعادة الكرة والانطلاق لهذا العمل او هذا المشروع وغيره
وهكذا حال الانسان الذي يقضي اوقات واوقات بين يدي ربه بالعلم والعمل والعبادة والطاعة والسعي والجد والاجتهاد والصلاة والصلات والصيام والقيام والتلاوة والتلاق والجهاد والبناء والعطاء والتقدم
وهذا العمل الذي انتهينا منه ومن انجازه الا وهو صيام شهر رمضان المبارك وهو من اعظم الانجازات والمهمات في عمر الانسان اذ به يعمر قلبه بالتقوى ويصلح نفسه من الاعوجات ويرتقي بروحه الى مراقي الخير والرحمة
وكيف لا يكون ذلك وهو شهر البركة والرحمة والمغفرة كما يقول رسول الله (ص): (ان شهركم هذا ليس كالشهور انه اذا اقبل اليكم اقبل بالبركة والرحمة واذا ادبر عنكم ادبر بغفران الذنوب)
ومن هنا نقول وشهر رمضان قد غادرنا ورحل عنا
وانت ان شاء الله راض عنا ومسرور بنا بما عملنا فيه من خير وطاعة وصلاح وتقوى
ونقول لك شكرًا ياشهر الله المبارك ويا شهر رمضان المعظم ونحن نودعه وقلوبنا كلها شوقًا له وتعلقًا به
وعلى منوال رسول الله وتوديعه له كما قال لجابر الانصاري (ر)(ودع شهر رمضان وقل :
(اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا اياه فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا
فإنه من قال ذلك ظفر باحدى الحسنيين اما يبلغ شهر رمضان من قابل واما بغفران الله ورحمته)
هكذا هو نظر الانسان المؤمن لشهر ربه شهر رمضان ان يكون سالمًا ويطلب من ربه البقاء وطول العمر ليبلغ شهر رمضان القادم
واذا لم يكن اي لم يبلغ شهر رمضان القادم فالى غفران الله ورحمته
–
نسأل الله المولى العزيز ان يجعلنا من المرحومين ولا يجعلنا من المحرومين وان يجعل هذا العيد اعظم عيد يمر على الامة الاسلامية وعلى سائر امم العالم وان يعم الامن والسلام على ربوع المعمورة ويجعل القلوب والديار عامرة بالصحة والسلامة والامن والسكينة والمحبة والوئام والرحمة والاحترام والقرب والالتحام والاتفاق والاعتصام
والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وماكنا لنتهدي لولا ان هدانا الله
والصلاة والسلام على الهادي الى الحق والداعي الى الخير سيد اهل الخير الحبيب المصطفى محمد وآله سفن النجاة الطيبين الطاهرين
–
كلمة العيد / يوم الاثنين ١|١٠|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس