إحباط عمليات الفكر الإرهابي
بقلم: جواد المعراج
الفكر الإرهابي هو فكر إجرامي يلجأ إلى أستخدام طرق ووسائل تخريبية هدفها تحقيق أهداف مشبوهة، ومن أبرزها إشاعة العداوة والحقد والكراهية بين أفراد المجتمع والبلد، وإكراه وتشجيع بعض الفئات الاجتماعية على اللجوء إلى التخريب، من أجل إثارة الفتن بين الناس، ويرجع هذا الأمر بسبب وجود بعض الشرائح الاجتماعية أو الشخصيات التي تخالف أصحاب الفكر الإرهابي، بالإضافة إلى ذلك ممارسة الترهيب الذي له دور في التخويف، وتهديد الآخرين عن طريق نشر المشاكل والمواقف التي وقعوا فيها في المجتمع.
إن مواقع التواصل الاجتماعي لها علاقة في توسع وانتشار الإرهاب الفكري، فإن هناك بعض الحملات المشبوهة والقذرة التي تسعى إلى إنشاء حسابات طائفية، ووهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لها هدف في ممارسة الإقصاء الفكري، وتسقيط بعض الشخصيات الاجتماعية والإعلامية، والكُتَّاب، والمثقفين، ومنصات رواد الوعي والإبداع، إذ أن بعض أصحاب الممارسات المشبوهة يحاولون بقدر الإمكان الاصطياد في الماء العكر، وإطلاق الكثير من التهم، وبث العديد من الشائعات، وذلك من أجل تشوية سمعة أصحاب التوجهات والأفكار والآراء المخالفة، بهدف محاولة كسر إرادتهم، وتأليب الرأي العام، وتسديد الضربة القاضية للقضاء على الأطراف المنافسة في الساحة الثقافية والاجتماعية والفكرية، كذلك محاولة القضاء على الشخصيات الساعية لنشر العلم والوعي بين أفراد المجتمع.
ومن بعض الأسباب أو الدوافع الشخصية المؤدية لتجنيد الإرهابيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي هي الفشل في تحقيق بعض الغايات والأهداف المنشودة وهذا الذي يجعلهم يلجأون إلى إثارة التخريب والعداوات، وشعور الشخص بالنقص وأن الآخرين ينظرون له نظرة متدنية، وافتقاد بعض الناس لأهمية دورههم في المجتمع، وفشلهم في الحياة الاجتماعية وبناء العلاقات مع الآخرين، ونضيف إلى ذلك ظهور الكثير من المنظمات الإرهابية الحديثة في العالم التي لها قصد في إرغام وتشجيع بعض فئة الشباب على ممارسة الإرهاب، والعنف، والتعصب الفكري الذي يتصف دائما بصفة الأحادية، وعدم تقبل رأي الآخر ورفض مناقشة أي فكرة قابلة للنقاش والمراجعة.
ولعلاج ومواجهة قضية الإرهاب الفكري يتطلب من الكُتَّاب، ورواد الوعي والإبداع والثقافة بذل بعض الجهد واللجوء إلى الدراسة الدقيقة والصمود في وجه التيارات الجارفة وعدم الإستسلام إلى الضغوطات والمخاطر الاجتماعية، كما يتطلب الأمر دراسة التاريخ عن طريق اللجوء إلى قراءة الكتب التاريخية والتحليل والبحث بشكل دقيق والنظر إلى الأحداث التاريخية بعين الاعتبار، بالإضافة إلى ذلك دراسة التاريخ أمر ضروري لأن له أهمية من ناحية أخذ العبرة والأستفادة من الماضي لمحاولة إيجاد الحلول الفعالة وتجنب الوقوع في الأخطاء الصغيرة والكبيرة، وأيضا عند دراسة التاريخ نستطيع معرفة مستوى الجهل والتخلف والعلم بين مختلف المجتمعات البشرية والأمم والبلدان.
يتساءل أحيانا الناس عن سبب تخفي هؤلاء بحسابات وهمية وطائفية، وخوفهم من إظهار صور وجوههم وأسمائهم الحقيقية، والغريب في الأمر أنهم يدعون الانتماء للمجتمع والوطن، فالانتماء الوطني والاجتماعي كما يعرف يتطلب الالتزام بالمصداقية والأمانة، والتنازل عن الممارسات غير الأخلاقية، والتقيد بالممارسات المشروعة على الدوام، وقد تكون أسماء أصحاب حملات الإرهاب الفكري لها ارتباطات مع جماعات أو منظمات متطرفة وإرهابية تهدف إلى إشاعة التخريب والترهيب في المجتمع والبلد.
إن المخططات التخريبية الخاصة بأصحاب الفكر الإرهابي تكون أثارها مؤقتة في البيئة الاجتماعية، نظرا لوجود شخصيات تسيطر على الرأي العام، وأيضا مع وجود ضغوطات اجتماعية رافضة للممارسات التي لها أثار تدميرية على البيئة الاجتماعية، الأمر الذي يدفع حملة المخططات التخريبية إلى بذل الكثير من الجهد في سبيل توسيع فجوة التخريب في المجتمع، وخصوصا أن هناك شخصيات لديها نفوذ اجتماعي وقواعد شعبية، مما يقطع الطريق أمام أصحاب النفوس المريضة الساعية للحصول على تأييد شعبي.