مقالات

صفة الحياء


✍جواد المعراج

تعتبر صفة الحياء من الصفات السامية، وهي خلق رفيع يعبر عن المبادئ والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي يملكها الإنسان، والحياء يجعل الفرد يمتنع عن ارتكاب السيئات، وبالتالي يستحي المرء ولا يفعل ما يتمحور حول الرذائل، بل ويراقب نفسه وتصرفاته وسلوكياته تجاه الآخرين بين فترة وأخرى.

من صور الحياء هي أن يشعر الإنسان بالذنب تجاه ما اقترفه من سوء تجاه الناس وبهذا عليه أن يستحي على وجهه ويحاسب نفسه بسبب الذنب الذي ارتكبه، ومن صور الحياء هي أن لا يحسد المرء أو يحقد على الآخرين من خلال التصيد على الأخطاء الخاصة بهم، وهناك صور أخرى ومنها أن ينتقي الفرد الكلام بحذر قبل أن يتفوه به أمام الناس فهو مطالب بأن يتجنب التلفظ بما هو سيئ، كي لا يؤدي لسخط الله عز وجل عليه فيسلب عنه الراحة والطمأنينة، بالإضافة لكشف عيوبه أمام البشر فيتم الإطلاع عليها.

إن هذا الجيل يفتقر لصفة الحياء فترى فئة من الشباب والأبناء قد ينحرف عن الفطرة السوية فيقوم بممارسة ما هو غير لائق أمام الآخرين بطريقة مباشرة من دون أن يستحي ويحس بالعار، فإن انعدام الإحساس بالعار تصاعد بدرجة كبيرة بسبب وجود المجتمعات المعاصرة الذي تنتشر فيها ثقافة الأنانية والحقد والحسد والتسلط (تسلط الأهواء).

إن فاقد الحياء شيئا فشيئا ينتقل من السيئ إلى الأسوء، فهو من الأشخاص الذين لا يشعرون بأي ذرة من الذنب وتأنيب الضمير تجاه ما يرتكب من سلوكيات وتصرفات غير محببة، فالإنسان يبدأ بارتكاب صغائر الذنوب ثم بعد ذلك يلجأ لارتكاب كبائر الذنوب بأسلوب متعمد إلى أن يملؤه الحقد والحسد، وبالتالي يصبح أناني ويستجيب للأهواء.

أصبحت فئة من الشباب والأبناء تعيش في عصر تصاعدت فيه حالة الحرية الشخصية التي من دون قيود وحدود، ويكون ذلك نتيجة الإستسلام للحضارة المنحرفة والشرائح الاجتماعية التي تحرض شرائح أخرى على نشر السلوكيات والأفكار العدوانية.

نحن كمجتمعات واعية بحاجة لتأصيل ثقافة الحياء، فالتعلم الذي يقوم على اكتساب خلق الحياء يؤدي للتطور الثقافي والحضاري والاجتماعي وغيرها من تطورات أخرى، وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية التي تهدف لاحترام الذوق العام والأعراف والعادات الثقافية والاجتماعية السامية.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى