دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والارض والذي له الآخرة والاولى والصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين وحبيب رب العالمين المصطفى الامجد محمد وآله الطيبين الطاهرين
(شرف الدنيا والآخرة)
قال الامام ابو الحسن موسى بن جعفر الكاظم (ع)(ياهشام : مجالسة اهل الدين شرف الدنيا والآخرة)
الشرف هو مرتبة عالية ووسام عظيم ومقام رفيع وشاءٌ عريض لا يناله الا ذو حظ عظيم وصاحب عزم جسيم ولديه من السعي الكثير
والشرف هو المقام والجاه الرفيع وقد يظن البعض ان الحصول عليه والتحقيق له يكون عبر امور واشياء مادية كالمال والثروة او الحسب والنسب والقوة والسلطنة
ولكن الواقع يخالف ويغاير هذا التقدير وهذا الاعتبار
حيث ان الشرف يعتبر من الامور المعنوية والقضايا الجوهرية
لاتخضع في وجودها للاعتبارات المادية وبالتالي ينبغي ان يشق لها طريق ودرب آخر يتناسب ووضعها الخاص بها
الا وهو خط ودرب الحكمة والبصيرة
وحال هذا كحال من يتطلع الى التميز اذ لا يكون ذلك الا عبر التقوى والصلاح ولا ينفعه ماله ولا عشيرته ولا حسبه ولا نسبه ولا لونه او عرفه او قوميته
وقد قال رسول االه (ص)(لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى)
اي ان الذي يجعل للانسان فضل وتميز على الآخرين هي التقوى والصلاح وحسب وليس الاعتبارات المصطنعه والوهمية كالقومية او الجنسية او العشائرية او العرقية او غيرها من الامور المادية والشيطانية
فالشريف في نفسه وفي عرضه اما ان يناله ويكسبه عبر مايبذله ويقوم به من حفظ وصيانة نفسه وعرضه وشرفه وساحته من ان يلامسه او يخالطه شيء من الدناسة والخباثة والرجاسة والنجاسة وذلك عبر مايمتلكه من رصيد في محفظة ومخزون التقوى والايمان والعفة والنزاهة وبهذا يمكنه صناعة مجده وشرفه ويحصل على التميز والتفوق والشرف كل الشرف يناله الانسان ويحصل عليه عبر بوابة القيم والمبادئ والمكارم والفضائل وهذا يمكن ان يتوصل اليه الانسان اما مباشرة او غير مباشرة اي ان يكون هو من اهل الدين والعلم بعد التعلم او يكون ممن يتعلم ويتدارس الدين وعلومه
وبهذا يكسب شرف الدنيا والآخرة اذ ان هذا الشرف لا ينال ويكسب الا عبر مجالسة اهل الدين والعلم والصلاح والصدق
ومن يعرض عن ذلك ويلقي بنفسه في مجالس الجهل والمنكر يتلطخ ويتقدر ويتدنس بما فيها من دناءات وملوثات ويخسر بذلك الشرف والكرامة في الدارين كمال قال الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع)(مجالسة اهل الدين شرف الدنيا والآخرة)
اذ ان شرف الدنيا والآخرة عبر الدين واهله بما في ذلك من الهداية والصلاح والصدق والاخلاص والسلام والسلامة والحفظ والصيانة واجتناب مجالس السوء والشر والجهل والكفر والابتعاد عنها
اذ انه لا يكفي الاقتراب من مجالس اهل الدين والعلم بل ينبغي ان يكون مقاطعة لمجالس البطالين واهل الجهل وهكذا تصنع الشخصية السوية والمستقيمة حين تكون على التزام بالدين والعمل به ومجانبة الامور المخالفة له
اذ ان الخلط فيما بينها يؤدي الى الخراب والفساد وضياع الهدف والشرف والوقوع في الضياع والخسران في الدنيا والآخرة

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لمجالسة اهل الدين وصحبتهم والكون معهم في الدنيا والآخرة الا وهم محمد وآل محمد ومن سار على هداهم ليكون نصيبنا وحظنا الشرف والفوز في الدنيا والآخرة
إنه ربنا على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٥|٧|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى