كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي انزل الكتاب وجعله هدى ونورًا والصلاة والسلاة على الهادي الى الخير والداعي الى الرشاد المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(علي مع القرآن)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
الكون مع القرآن ليس بالأمر السهل ولكنه ليس بالصعب والمستحيل
نعم رفقة ومصاحبة القرآن من حيث الشكل والظاهر يمكن ان تكون وان صاحبها بعض العقبات والمصاعب الا انها يمكن ان تذلل وتسهل مع العزيمة والاصرار
لكن ماهو اهم واعظم هو الكون مع القرآن من حيث الجوهر والروح والالتزام والتطبيق
اذ انه يمكن ان يكون العدد الكثير مع القرآن من حيث ظاهره وحروفه والفاظه وسطوره
ولا يكون مع القرآت روحًا وحدودًا ومعنىً وجوهرًا
الا قليل وعدد محدود وهذا ما اشار اليه الامام جعفر بن محمد الصادق(ع)(حفظوا حروفه وضيعوا حدوده)
نعم حفظ القرآن وتجويده امر مهم وحسن ومعه يكون احسن واهم حين يعمل بالقرآن وتطبق حدوده وتعمل بأحكامه وحينها يمكن ان يقال لحامل القرآن وحافظه انه مع القرآن وينال رحمة القرآن وبركته ، ومن لم يكن كذلك اي كان حافظًا للقرآن من حيث حروفه والفاظه وتاليًا وقارئًا له وهو تارك لاوامره وتوجيهاته واحكامه وحدوده وغير منتهي عن نواهيه وزواجره
تشمله وتلفه لعنة القرآن ومقته اذ يقول رسول الله (ص)(كم من تال للقرآن والقرآن يلعنه )
فالقرآن نزل رحمة وبركة وهداية وليس لعنة وخزيًا ومقتًا
وهذا لا يكون الا حين نكون مع القرآن في احكامه وحدوده واتباع اوامره وجعله امامنا ليقودنا الى الهداية والرحمة والجنة لقول رسول الله (ص)
(فمن جعله امامه قاده الى الجنة ومن جعله وراءه قاده الى النار )
ومن يتخذ القرآن له امامًا ومرشدًا وهاديًا ومؤدبًا يصير هو بذلك قرآنًا وامامًا وهاديًا
وهذا ما صنعه رفيق القرآن وحليفه امير المتقين ويعسوب المؤمنين اذ انه كان في صحبة القرآن ومن نزل عليه القرآن رسول الله (ص)
فكان القرآن مع علي وكذلك الرسول (ص)
وكل ماكان في القرآن هو عند رسول الله (ص)
وكل ماعند رسول الله(ص)قد افرغه في رأس علي (ع)
فاصبح علي بعد ذلك هو القرآن والقرآن هو علي
والرسول هو علي وعلي هو الرسول (ص)
لقول رسول الله (ص)(ياعلي انت مني وانا منك)
وكيف لا يكون علي من رسول الله ورسول الله من علي وقد علمه كل ماناله من ربه من علوم ومعارف واسرار وخفايا؟
وذلك لقوله (ص)(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها)
وكذلك قول امير المؤمنين (ع)(علمني رسول الله الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الف باب)
وما هذه العلوم الا علوم الشرائع والاحكام واسرار الكون وخفايا الوجود والتي من خلالها وعبرها اصبح علي مؤهلاً ان يكون مع القرآن والقرآن معه وبجانبه لا يفترقا حتى يردا على رسول الله الحوض
ومن هنا اذا ما اردنا ان نكون مع القرآن والحق ينبغي ان نكون مع من كان مع القرآن والحق الا وهو القرآن الناطق الذي هو تابع للقرآن الصامت ومن فارق القرآن الناطق لا يسعفه الحظ للوصول الى القرآن الصامت وان تراءى له انه مع القرآن كما هو الحال مع مدينة علم رسول الله
لا تؤتى الا من بابها وعلي هو بابها ومن اتى من غير ذلك يعد سارقًا
وعلى هذا حري بالمجتمع الانساني ان يحط برحله في ساحة وحضرة العلم والعلى والمجد والسؤدد علي القرآن والقرآن علي لينال تقدمه وتاج تكامله بذلك
–
نسأل الله المولى العلي أن يوفقنا إلى التمسك بهديه وهدي نبيه والكون مع القرآن ومن كان معه
انه ولي التوفيق والسداد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانام وآله الكرام محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٨|٧|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس