دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي له الحمد في الدنيا والآخرة ومنه الخير في الآخرة والدنيا والصلاة والسلام على رسول الخير ونبي الهدى المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(الخير بالاستغفار والحمد )
قال الامام ابو الحسن علي بن محمد الهادي (ع)(اكثر من الاستغفار والحمد فإنك تدرك بذلك الخير كله )
الخير كل الخير بعد الخير الحمد على الخير والشكر كل الشكر بعد الشكر
النعم كثيرة وحتى تبقى كثيرة يقتضي رعايتها وحفظها ورعايتها وحفظها يكمن في التصرف باعتدال واتزان واقتصاد وتدبير كمال قال الامام جعفر بن محمد الصادق(ع)(ما عال من اقتصد)
هذا من الجانب الظاهري والشكلي واما من الجانب الجوهري والواقعي في حفظ ورعاية النعم يتمثل في الحمد والشكر المتجسد في اخراج واظهار مايتعلق من حقوق في هذه النعم
وبه ليس فقط تكون البقيا على النعم ودوامها بل الى ماهو اوسع وانما
اذ انه ورد في كتاب الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ابراهيم | ٧
وكذلك في الحديث المبارك القائل (وبالشكر تزيد النعم)
وبالشكر يتحقق الثراء والنماء اذ يقول الرسول (ص)(اذا اردت ان يثري الله مالك فزكّه)
هذه ناحية من النواحي وطريقة من الطرق التي بها ينال الانسان الخير والثراء في الدنيا والآخرة
وناحية وطريقة اخرى لا تقل عمن سبقتها من الاهمية والاثر في حصول الخير في الدنيا والآخرة
الا وهي الاكثار من الاستغفار والتوبة الى الله تعالى
اذ انه يمكن ان يقع الانسان في الخطأ والذنب لكنه يمكنه ان يتخلص من ذلك ويتنظف ويتطهر منه ويخلص الى محبة الله تعالى له باخلاصه وصدقه في توبته
اذ يقول المولى الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة |٢٢٢
وبعد حب الله لهؤلاء التائبين والمتطهرين يتحفهم بعطائه وواسع خيراته
وهذا مابشر به النبي نوح (ع) قومه وهي بشارة كل الانبياء لاقوامهم حين يعودون الى رشدهم وينيبوا لربهم ويتوبوا اليه حيث قال (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح | ١٠-١١-١٢
نعم الاستغفار والتوبة التي يكون معها رضا وعطاء الله انما هي التوبة الخالصة لوجه الله تعالى التي تحمل في رائحتها الصدق والاخلاص
والتي ندب ودعا اليها الله جل ذكره في كتابه العزيز
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) التحريم | ٨
نعم وبكل قطع ان الله كريم وجواد لمن آمن وصدق وحمد وشكر وتاب واستغفر واخلص واصلح وحين يتطلع الانسان الى وسيلة وطريقة لينال بها خير الدنيا والآخرة ترى ذلك متوفر في مدرسة الحق والهدى والعلم والايمان الا وهي مدرسة رسول الله (ص) واهل بيته الهداة (ع)
اذ يقول احد محبي الامام علي بن محمد الهادي (ع) الا وهو سهل بن زياد :
كتب بعض اصحابنا يسأله ان يعلمه دعوة جامعة للدنيا والآخرة
فكتب الامام الهادي (ع) اليه :
(اكثر من الاستغفار والحمد فإنك تدرك بذلك الخير كله)

نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من المستغفرين والتائبين والحامدين والشاكرين والمتوجين بخير الدنيا والآخرة
إنه ربنا ولي المن والعطاء ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٤|٧|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى