كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي خلق الخلق وجعل نعمة الاخوة بين عباده سبيلاً لقربه وسببًا لرضاه والصلاة والسلام على داعي الخير وناشر السلام المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(المؤمنون اخوة يد على من سواهم)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(المؤمنون اخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم ادناهم)
المؤمنون هم اهل الايمان بالله تعالى وبدينه وبنبيه وبشرائعه واحكامه
والمجسدين والمطبقين لذلك على ارض الواقع وبكل صدق ودقة وتتجلى حقيقة ذلك فيما يجري ويمثل فيما بينهم من اخوة وتعاطي وتعامل وتبادل
فكل ما يمكن ان يقال عن المؤمن وصدق ايمانه فيما يبديه ويظهره ويجسده ويحققه على مشهد الحضور والواقع فيما يرسمه ويخطه من اخوة وواسع حب واحترام وود واكرام لإخوانه واهل دعوته
كما يصنع لنفسه ويقدم ويحسن لذاته
ويكره لهم مايكره لنفسه ، ويكون بذلك مثل وجسد قول ربه تعالى فيما اطلق واحكم حين قال
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات |١٠
وهنا الله تعالى يحصر حقيقة الايمان بالاخوة فيما بين المسلمين
ومن هنا فإن المؤمن لا يصبح مؤمنًا حقيقيًا الا اذا ارتقى الى روح ولب الايمان المتمثل بالاخوة والتي من خلالها وعبرها وفيما يقدمه ويبديه لأخيه المؤمن من خير واحسان وبر واكرام كما هو مقدمه لنفسه ، ويصير بذلك عين ودليل وامين على اخيه المؤمن كما هو عين ودليل وامين على نفسه وذاته
وفي هذا يقول الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)(المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه)
فأهل الايمان هم اهل الاخوة والوفاء فيما بينهم فلا ظلم ولا غش ولا خذلان عندهم اتجاه بعضهم البعض بل ماهو قائم وعامر في نفوسهم نحو بعضهم البعض الحب والصدق والاخلاص والتفاني والايثار والفداء كما بينه واوضحه رسول الله (ص) بقوله (المؤمنون تتكافأ دماؤهم)
نعم حين يكون هذا الشعور والاحساس تكون الدماء بعد تكافأها وتساويها في حفظ وسلامة
اذ ان المؤمن مأمون الشر ومأمول الخير فعنده دم الآخرين كدمه وروحه
ويحرص على حفظه وسلامته وبهذا تأمن الانسانية وتسلم وتصبح قوة على من يريد بها سوءًا وشرًا وظلمًا وعدوانًا لما قاله رسول الله (ص)(وهم يد على من سواهم)
نعم حين تتحقق الاخوة وبكل ماتعني من القول تتحقق معها القوة والعزة والمنعة والهيبة وحينها يسعى بذمتها ادناها
يمكن ان يسعى بذمة اهل الايمان ادناهم وينال حقوقه وحفظه وسلامته وكرامته
وهكذا ايضًا يمكن ان يجرى ويتحقق في اوسع من ذلك في ساحة الانسانية حين تلتزم بضوابط وقوانين الكون وشرائع السماء يصير حالها الى خير وامان واطمئنان واستقرار وسلام وتنعم بالحب والرخاء والصلاح والصفاء والتقدم والازدهار والعلم والعمران
وتنال سعادتها في الدارين ، نعم هو الانسان المؤمن الصالح حين يبتغي ذلك ويسعى ينال ويحصل على ما امل ورجا وهكذا قال الرسول محمد (ص)(من جدد اخًا في الاسلام بنى الله له برجًا في الجنة)
–
نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من اهل الايمان والاخوة واهل الحفظ والصيانة للذمم وللدماء والارواح والانفس وان يسلم اهل الاسلام
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الانام وآله الكرام الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٢٦|٦|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس