مقالات

هجرة  سلمان المحمدي إلى خاتم النبيين

حسين الغزوي
ولد روزبه بن خشفوذان في قرية جي في أصبهان و كان والده واسع الحال يمتلك بعض المزارع و له إمرة على بعض الفلاحين من أهالي  أصفهان .
و في يوم من الأيام أرسله  أبوه  إلى ضيعة له، فمرّ بكنيسة النصارى، فدخل عليهم، فأعجبته صلاتهم ، فسألهم عن مكان أصل ذلك الدين؟ قالوا له بالشام، فهرب من والده حتى قدم الشام، فدخل على الأسقف  فجعل يخدمه ويتعلم منه، حتى حضرته الوفاة، فسأله ليعرف إلى من يوصي؟ فأجاب: قد هلك الناس، وتركوا دينهم إلا رجلاً بالموصل فعليه أن يلتحق به، فلما قضى نحبه لحق بذلك الرجل فلم يلبث إلا قليلاً حتى حضرته الوفاة، فسأله إلى من يوصي؟ فقال أنه لم يعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلاً بنصيبين، فلحق بصاحب نصيبين.

ثم لحق بصاحب نصيبين، فبعثه إلى رجل بعمورية من أرض الروم، فأتاه وأقام عنده، فلما نزل به الموت سأله بمن يوصي؟ فقال له: قد ترك الناس دينهم، وما بقي أحد منهم على الحق، وقد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم( عليه السلام) ، يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين، لها نخل، فسأله عن علامته؟ قال له: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، ثم مرّ به ركب من كلب، فخرج معهم، فلما بلغوا به وادي القرى ظلموه وباعوه من يهودي، فكان يعمل له في زرعه ونخله، فبينا هو عنده إذ قدم ابن عم لليهودي، فابتاعه منه، وحمله إلى المدينة.
يقول روزبه : فأخرجني وباعني من امرأة سلمية فأحبتني حبا شديدا وكان لها حائط ، فقالت : هذا الحائط لك كل منه وما شئت وهب وتصدق . قال : فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينا أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة ، فقلت في نفسي : والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ولكن فيهم نبياً قال : فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم ، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين( عليه السلام) ، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول لهم : كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا ، فدخلت على مولاتي فقلت لها : يا مولاتي هبي لي طبقا من رطب ، فقالت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت فحملت طبقا من رطب ، فقلت في نفسي : إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة ، ويأكل الهدية، فوضعته بين يديه ، فقلت : هذه صدقة فقال ( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) : كلوا وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب ، وقال لزيد : مد يدك وكل فقلت في نفسي هذه علامة ، فدخلت إلى مولاتي فقلت لها : هبي لي طبقا آخر ، فقالت : لك ستة أطباق قال : فجئت فحملت طبقا من رطب فوضعه بين يديه فقلت : هذه هدية، فمد يده وقال : بسم الله كلوا ومد القوم جميعا أيديهم فأكلوا ، فقلت في نفسي هذه أيضا علامة ، قال : فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلتفاتة ، فقال : يا روزبه تطلب خاتم النبوة ، فقلت : نعم ، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات قال : فسقطت على قدم رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) أقبلها ، فقال لي : يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله تبيعينا هذا الغلام ؟ فدخلت فقلت  ذلك لها ، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت : والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء ، قال : فهبط جبرئيل عليه السلام فمسح جناحيه على النخل فصار كله أصفر ، قال : ثم قال لي : قل لها : إن محمدا يقول لك : خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال : فقلت لها ذلك فقالت : والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك ، فقلت لها : والله ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك ومن كل شئ أنت فيه ، فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسماني سلمان .

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى