دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي وسع كل شيء علمًا وشمل الوجود رحمة والصلاة والسلام على اكرم الخلق المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(شرار الامة الذين يكرمون مخافة شرهم)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(الا ان شرار امتي الذين يكرمون مخافة شرّهم الا ومن اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني)
الكرم والاكرام صنيع جميل وفعل حسن والكل يرغب ويحب ان يقال له انه كريم ومكرم وهذا انما يكون ويجري حين يكون الانسان من صناع الكرم ومن اهل الاكرام لانه لا يلاقي الانسان الا ماقدم وصنع
وهكذا هم اهل الكرم والكرامة ينالون ويحصدون الكرم والاكرام من الآخرين لما قدموا وصنعوا للآخرين من مواقف حسنة وافعال جميلة وايادٍ حميدة
واما حين تنقلب الصورة ويكون المشهد خلاف وعكس ذلك اي حين يفرض بعض الناس وجودهم واشخاصهم على الآخرين بالقوة والالجاء والضغط والشدة ليقدموا لهم بذلك الاكرام والاحترام
انما يقعون ويسقطون في مستنقع الشر والكراهية لأن مايفرض بالقوة والشر انما تكون ثمرته البغض والمقت والخروج من دائرة الخير والرحمة التي عليها امة محمد (ص) الذي لا يتخرج منها الا الخير واللطف
فالذين يسعون بالتجبر والقهر والارغام للآخرين ليثبتوا ويفرضوا احترامهم واكرامهم
انما يقومون بسلوك سيء ومقيت يجعلهم في صفاف الاشرار والفجار والمُبغضين
وان اظهر البعض لهم تملقًا ومداهنةً الاكرام والاحترام الا ان الواقع خلاف ذلك
اذ ان النظرة الشرعية لمثل هؤلاء انهم يمثلون طابور الشر في الامة حيث يقول رسول الله (ص)
( الا ان شرار امتي الذين يكرمون مخافة شرّهم الا ومن اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني)
نعم هؤلاء هم من امة محمد (ص) لكن حين مارسوا اساليب القهر وافعال الاكراه على حمل الناس في اكرامهم واحترامهم سقطوا من هذه الامة وخرجوا منها بل واصبحوا اعداءً لها
اذ ان الولاء والاكرام لأي طرف او جهة انما يكون عبر القنوات والطرق النظيفة والنزيهة والمرضية والمقبولة
فحين يكون الانسان كريم وذو كرامة ويقدمها للآخرين فإنه يحصل على مثلها من الآخرين
نعم وبكل قطع حين يقتطع الانسان من نفسه الخيز ويقدمه الى الغير ؛ يحصل ليس على قطعة من الخير وجزء بل على الخير بأوسع ابوابه
اذ كلما توغل الانسان في فعل الخير واكثر منه وقدمه الى الآخرين كلما توسعت عليه رقاع الخير ومساحاته
وهكذا حري وجدير بهذه الامة ان تتمسك بتلابيب الخير واطرافه وتشييد اعمدته بعد قواعده لا سيما المقامات البارزة والشخصيات الظاهرة ومن لديها السعة والقدرة والسلطة والادارة لتنعم الامة في كرامة ربها ورحمة سلطانها متبادلة في ذلك الاكرام والاحترام بين بعضها البعض من سلطان يتدفق حنانًا ولطفًا ومن امة تبخ الاحترام والاكرام
ففي ذلك السعادة والهناء والامن والاستقرار

نسأل الله العلي الكريم ان يجعل الخير شاملًا والرحمة ماثلة في قلوب هذه الامة تجاه بعضها البعض والاحترام والاكرام قائمًا بين كل افرادها
إنه ربنا على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٣٠|٤|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى