دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بقدرته ‏خلق السموات والأرضين وبحكمته اعطى كل شيء خلقه فهدى وجعل الاخرة للدنيا جزى ‏والصلاة والسلام على من صلى وقام وسعى ودعا الانام ‏المصطفى محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين
(الحمزة قوة وايمان)
قال ‏الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (؏)(القدرة تظهر محمود الخصال ومذمومها)
القوة قوتان قوة كفر وقوة ايمان قوة علم وقوة جهل
فقوة الايمان والعلم تظهر محمود الخصال وحسن الفعال من الاستقرار والاطمئنان والازدهار وفي كل ميادين الحياة من صحة وصلاح وصناعة ونماء وامن وسلام وتقدم وارتقاء
وفي قوة الكفر والجهل تظهر مذام الخصال وسوء الفعال اذ ان رواد الكفر والجهل لا يهمهم ‏إلا المصالح الشخصية و المنافع الذاتية على حساب الفئات الضعيفة بل يسخرون كل ما هو دونهم في ماكنة مصارفهم ومشاريعهم بخلاف اهل الايمان والعلم والصدق والاخلاص فإنهم يحولون كل طاقتهم ويوجهون واسع اهتمامهم فيما فيه الارتقاء والنهوض بمجتمعاتهم والدفع بهم نحو التحسن والتغير الى الافضل والاحسن
فهذا رجل العلم يسعى وبكل ما اوتي من طاقة وسعة ان ينهض بمجتمعه ويدفع به نحو العلم والتقدم والاستغناء عن الغير
وكذلك رجل الصناعة بايمانه ينطلق في صناعة بها يكسب مجتمعه ووطنه الاكتفاء وعدم الحاجة الى غيره بل يسعى الى ماهو اوسع من نفع ومساعدة الاخرين
وكذلك رجل الايمان والشجاعة والقدرة الحربية حين يوجه تلك القدرة في سبيل الدفاع والحماية للقيم والمبادئ والمجتمع والوطن ففي هذا تظهر منه محمود الخصال وخير الفعال
ومن يفعل خلاف هذا التوجه من استخدام القوة والقدرة في مواجهة قوة بني جلده ووطنه ومجتمعه فانما يكشف بهذا التصرف والسلوك سوء ومذموم خصاله ونفسه
فكم هم رجالات الخير والقوة وقد اقدموا على مافيه طيب نفوسهم وطهارة قلوبهم في سبيل اعلاء دين الله ونصر عبادة ومواجهة الشر واعوانه
فمن هؤلاء الرجال في هذه الامة اي امة الاسلام وعلى مقدمهم واولهم هو رسول الانسانية محمد (ص) والصادقين من اهل بيته وعشيرته والمخلصين من اصحابه واهل مودته
فكان ما كان منه ‏صلى الله عليه وآله من مساعي واسعة وجهود عريضة في سبيل ‏اعلاء ورفع راية التوحيد وتحرير من هو مستضعف في دينه وعقيدته وعيشه واقتصاده وبث روح النهضة والتقدم في النفوس قائلا (‏المؤمن القوي خير وأفضل عند الله من المؤمن الضعيف)
فبهذا التوجيه والالفات تخرجت رجالات على مستوى من الوعي والايمان والقوة وصار من الرجالات التي يعتز ويفتخر به الاسلام فمن هؤلاء الرجالات العظام والذين قد تغذت انفسهم ‏بروح الإيمان والعلم حتى صاروا بعلمهم وايمانهم وشجاعتهم ان يوهبوا وسام قوة الله ورسوله كما قالها ‏رسول الله (ص)(‏الحمزة أسد الله وأسد رسوله)
اي ان ‏الحمزة بن عبد المطلب هو قوة الله وقوة رسوله وانما عبر رسول الله بهذا اللفظ اسد الله واسد رسوله لان للاسد ماله من القوة والقدر والتحدي والمواجهة
هكذا فعلها في يوم احد كما فعلها من قبل في يوم بدر فقد ابلى بلاءً حسنًا بين يدي ‏رسول الله فكان يهد الناس هدًا في صولاته وجولاته وحملاته ولولا الغدر والمكر الذي يحمله العدو لما كان باستطاعته الوقوف امامه والثبات في ساحته فسقط بانزلاقه فباغته العدو الجبان بحربة فاصابت منه مقتلاً فجرى عليه رضوان الله وسلامه ما جرى من سوء المثلة وقبح الفعلة التي يتفطر القلب لرويتها فبكاه رسول الله ونعاه وحزن عليه ورثاه وقال (ص) وبكل اسى وحزن (والله ما وقفت موقفًا قط اغيظ علي من هذا المكان)
نعم يستحق اسد الله واسد رسوله ان يبكى عليه ويحزن لانه ضحى بنفسه وجاهد بين يدي رسول الله وحامى
فعليه السلام يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا مع الابرار الاخيار الشهداء وفي جنان الخلد مع ‏محمد وال محمد وفي مقعد صدق ‏عند مليك مقتدر

نسأل الله ‏المولى العلي القدير أن يوفقنا لخدمة دينه واعلاء كلمته وحفظ شرعه انه المولى الكريم ‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٨|١٠|١٤٤٣ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى