كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي هو اكرم الاكرمين واهل التقوى لديه مكرمين والصلاة والسلام على نبي الكرامة ورسول السلامة ودليل الهداية المصطفى الامجد ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
(اقبلوا الكرامة)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(اقبلوا الكرامة وافضل الكرامة الطيب، اخفه محملاً واطيبه ريحًا)
من يقدم الكرامة فهو كريم ومن يقبلها فهو ايضًا كريم
ومن يمنعها او يردها فهو بخيل
والكرم والكرامة هي من شيم اهل الجنة وسماتهم بينما البخل والشح هي من خصال اهل النار
وحين يقدم الانسان الكرامة او الهدية الى اخيه الانسان انما يعبر بذلك عن عظيم شأنه ورفيع مقامه وعلو نفسه
وهكذا من يقبلها انما يكشف عن طيب قلبه وشفاء روحه
ومن يمتنع عن بدلها او قبولها انما يفصح عن ضيق وصغر في ذاته
فالكبار والعظام يقدمون ويقدّمون ويعطون ويقبلون الكرامة
والامام ابو الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يبين حالهم وماهو كائن في خلدهم حيث يقول (ع)(الكريم يأكل من زاد غيره ليأكل غيره من زاده والبخيل لا يأكل من زاد غيره لكي لا يأكل الغير من زاده)
ومن هنا فإن الرسول الاعظم (ص)
يحض ويحرض ويحث ويندب على بذل وتقديم الكرامة والهدية والتي اثرها يكون بليغ وعظيم على النفوس اهمها احداث المحبة والمودة في القلوب حيث يقول الرسول محمد (ص) (تهادوا تحابوا)
وكذلك هي الدعوة لقبول ذلك حين قال (ص)(اقبلوا الكرامة وافضل الكرامة الطيب، اخفه محملاً واطيبه ريحًا)
نعم انها افضل الكرامة الطيب لانها محملة بطيب النفس وراحة القلب وسرور الروح ومن هنا تنفتح لنا نافذة بل بوابة عظمى بها يكون اشد واعظم طيبًا واثرًا على النفوس
حين يتقدم الانسان بنفس طاهرة طيبة سليمة ومحبة من خلالها يقدم اطيب وازكى مالديه من القول الطيب والفعل الحسن والسعي المرضي الذي به تلتئم القلوب وتتقارب النفوس بكرامة الطيب كما يقول الرسول محمد (ص)
كذلك تكون النفوس في ارقى واعلى الطيب حين تطيب بكلمة طيبة وبموقف حسن وبلقاء ودي
فما اجمل بالانسان ان يتطيب بكلي الطيبين ويتعطر بهما الا وهما طيب العطر وعطر الكلمة ، ويطيب ويعطر الآخرين بهما وبذلك تطيب الحياة وتنتعش ، نعم انها الكلمة الطيبة والحسنة التي تحبب النفوس الى بعضها وتقرب القلوب وتأنس بها
والكلمة الطيبة مع مالها من الاثر الحسن والانعكاس الطيب
فهي ذات اثر آخر اعظم من ذلك الا وهو اكتساب رضا الله تعالى ورضوانه من خلال مايحصل عليه من قول او فعل للخير والكلم الطيب اذ يقول الرسول محمد (ص) (الكلمة الطيبة صدقة)
وجزاء الكلمة الطيبة والحسنة العطاء الحسن والطيب الا وهو رضا الله تعالى وجنانه
وحال ذلك من يقوم بالاعمال والعبادات الجليلة والعظيمة
والامة التي تسود فيها وفي انحائها الكلمة الطيبة هي الى خير وطيب من امرها وحالها وعلى هذا ينبغي على كل فرد من امة محمد (ص) ان يتعود اطلاق كلمة الخير ويشنف المسامع بطيب الكلمة وان يمتنع ماوسعه الحال عن اي كلمة او لفظة فيها مافيها من تلويث وتعكير الاجواء
اذ ان كل انسان نظيف وطيب انما يقدم ماهو من صميمه ومعدنه وكل اناء بالذي فيه ينضح
–
نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا للقول الطيب والكلم الحسن وان يعطرنا بألطاف رحمته ويطيبنا بعين رعايته
انه ربنا لطيف كريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٢٤|٣|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس