مقالات

غربلة المناقشة

مناقشة أصحاب النفوذ الاجتماعي أمر صعب ومتعب، ويصاحبه الشعور بالرهبة النفسية في نهاية المطاف؛ فكيف تقنع من هو أعلى منك من ناحية المكانة الاجتماعية والمنصب الوظيفي العالي والمقدرة المالية، بأنك تملك الحلول والآراء التي يجب الاستماع إليها، وتطبيقها على أرض الواقع؟ تابع معي قراءة المقال حتى نهايته، وستعرف يا عزيزي القارئ الجواب.

الحصول على النقاش المؤثر يعتبر الهدف الأساس لإقناع الطرف الآخر، أي أفضل طريقة للتعلم وبناء قاعدة من التفاهم، والسماح لبعض الآراء والأفكار الجديدة بالدخول في النقاش، وذلك من أجل إعطاء مساحة للانفتاح، وتعزيز روح النقاش دون اللجوء إلى العنجهية واصطياد الأخطاء بين الطرفين، ولكن عندما يأتي الأمر إلى مناقشة أصحاب النفوذ، فإن تلك القواعد تصبح أصعب، وأصعب حيث أن الوضع تصاحبه الضغوطات والرهاب النفسي، فلهذا يجب عليك أن تبقى هادئاً وتكون لديك ثقة عالية بالنفس، وأيضاً يجب عليك أن تتعلم الطرق التي تجعلك تنهي النقاش بأفضل طريقة، حتى تتمكن من إقناع الطرف الآخر، وإعطاء المساحة اللازمة للانفتاح في النقاشات أكثر، بالإضافة إلى ذلك تقريب وجهات النظر من أجل تطبيق حلول المشكلة التي قمت بعرضها على صاحب النفوذ، أو أهل الرأي والفكر.

وسوف أورد لكم مجموعة من النقاط المهمة، والتي ستساعدكم على النقاش مع أصحاب النفوذ بطريقة فعالة، وهي كالآتي:

«1» تنمية الإبداع والمعارف الإنسانية، لأن مثل هذه الأمور ستشجعنا على النقاش مع مختلف الشخصيات، وتكوين العلاقات العامة بشكل عام، وتجسيد المفاهيم، والإقناع مع الطرف الذي تناقشه.

«2» لا تخشوا النقاش مع الآخرين حول بعض القضايا والمشاكل الصعبة، وخصوصاً مع أصحاب النفوذ والرأي والثقافة، حاولوا دائماً تقوية ثقتكم بأنفسكم، وتثقيف أنفسكم بالقراءة في عدة مجالات، لأن هذا الأمر سيساعدكم على اكتساب الطرق التي تعلمكم على النقاش الفعال مع الآخرين.

«3» إذا كنت في مرحلة النقاش مع أصحاب النفوذ، ستأتي لك مرحلة الأسئلة الصعبة، فلا تستعجل بالرد، بل قم بالتفكير قليلاً قبل الرد على الأسئلة الموجهة لك من قبل صاحب النفوذ، أو أخبره أن يعيد صياغة السؤال الموجه لك من جديد، وذلك من أجل أن تبين للشخص الذي تناقشه أنك منتبه جيداً لما يقوله لك، فإذا قمت بالرد فور انتهاء السؤال، سيأخذ عنك فكرة سيئة تجاه أسلوبك، وبالتالي ستضيع وقتك في النقاش دون تلقي أي فائدة.

«4» من المفيد جدا التواصل مع أفراد مروا بنفس التجربة، أي ناقشوا أشخاصاً من أصحاب النفوذ من قبل، فمثلاً زملاؤك في العمل ناقشوا أحد الرؤساء الكبار، وحاولوا تقديم أفكار جيدة ولكنهم لم يقنعوهم في النقاش الذي أجري معهم، فهذا الأمر سيجعلك تستفيد من تجاربهم الحيّة، وتفكر في حل أخر للتعامل مع أصحاب النفوذ، أي بطريقة مغايرة عن الأولى التي فشلت فيها.

«5» تذكر أن تكون هادئاً في حال النقاش مع أصحاب النفوذ، ولا تحاول ممارسة أسلوب فرض الرأي في النقاش، لأن هذا الأمر سيجعل صاحب النفوذ يأخذ عنك انطباعاً سيئاً من بداية أول نقاش أجريته معه، وبالتالي لن تتمكن من إقناعه بأن لديك الحلول والآراء التي يجب الاستماع إليها، وتطبيقها على أرض الواقع.

«6» من المهم جداً أن تعرف متى تنهي النقاش القائم بينك وبين الطرف الآخر، خصوصاً عندما يكون مع صاحب النفوذ، فالنقاش في بعض الأحيان يعكس صوراً سلبية على الطرف الذي تناقشه، من هنا يجب أن تجعل كلامك متزناً ومنطقياً لكي يتسنى لك تحقيق الهدف المنشود.

وفي الختام، أتمنى لكم حوارات هادئة، ونقاشات مفيدة، وقدرة على الإقناع والتأثير، وقوة في البيان والتعبير.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى