دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي تسربل بالعظمة وعظمت آياته بعظمته ورفعت درجات من عظم آياته والصلاة والسلام على اعظم آيات الله واشرف خلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
(في النار من اتخذ آيات الله هزوًا)
‏قال الرسول الاكرم محمد (ص)(ومن دخل النار من هذه الامة فهو من اتخذ آيات الله هزوًا ولعبًا)
تعظيم آيات الله وشعائره من تعظيم الله تعالى وتقديسه الباعث على ذلك المعرفة بالله والتقوى الحقة لقوله تعالى في كتابه المجيد (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج | ٣٢
والشعائر جمع شعيرة،اي معالم دين الله ، وتعظيم هذه الشعائر والمعالم لدين الله انما تتحقق عبر تقوى الله ؛ وتقوى الله يكون من خلال معرفته وبالتالي تعظيم الشعائر والمعالم من الدين
وبها ينال الانسان العظمة والرفعة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة
هكذا كان وجرى لمن وقفوا امام عظمة الله ومقامه وآياته وشعائره وحرماته واحكامه بالتعظيم والتقديس والحفظ والالتزام والمعرفة والعمل والذود والدفاع والارشاد والدعوة
انهم انبياء الله ورسله والذين هم على خطاهم وخطهم وهديهم وهداهم حظهم في الدنيا الذكر الجميل والمقام الرفيع ، وفي الآخرة الجزاء العظيم والنعيم المقيم اذ انهم جاؤوا لله بالتوحيد والدين والدعاء اليه والدفاع عنه فكان قبال ذلك من الله لهم الجنة والرضوان وهذا ماعنته الآية المباركة بقولها :
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن|٦٠
اذ ان التوحيد هو اعلى مراتب الاحسان فمن جاء به نال من ربه اعلى مراتب الجزاء وهي الجنة
اي من جاء بالتوحيد وهو الاحسان جازاه الله بما يقابله من الاحسان وهي الجنة والرحمة
وعليه فمن جاء ربه يوم القيامة وقد عظم دين الله وآياته واحكامه وعمل بحدوده وشرائعه وسعى في حفظها وصونها كان مصيره الى رضوان الله ونعيمه
ومن انتهى به الامر الى النار والعذاب انما ذلك لما كان عليه من الاستهانة والاستهزاء والتلاعب بآيات الله وشرائعه والتعطيل لاوامر الله واحكامه والاتجاه نحو الباطل والكفر والعمل بفجوره ومنكراته
ولذا فإن الرسول محمد (ص) عمل وبكل جهده واجتهاده في سبيل الاخذ بهذه الامة بل والانسانية نحو سعادتها ونجاتها وخلاصها من النار والعذاب والانتهاء الى الجنة والنعيم وفي هذا يقول (ص)(ما من شيء يقربكم الى الجنة ويبعدكم عن النار الا قد امرتكم به)
وهذا هو الدور الاسمى الذي قام به رسول الله(ص) تجاه امته في سبيل انقاذها من الردى والهلاك والأخذ بها نحو الخلاص والنجاة اذ ماهو الا بشير ونذير كما يقول الله جل ذكره في كتابه العزيز (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) سبأ| ٢٨
نعم لقد قام الرسول (ص) بدوره على اتم وجه واكمل تمثيل من التبشير والارشاد والتوجيه نحو الله تعالى ودينه والعمل باحكامه وذلك من خلال مابلغ ووضح وامر بشرائع الله واوامره ونهى وانذر ووعظ وحذر من الوقوع في المخالفة والسقوط في مدارج التمرد والعصيان
وقد اوجز الرسول (ص) تلك المساعي والجهود التي قدمها من اجل ضمان استقامة هذه الامة وعدم ضلالها وسقوطها في الالتزام والتمسك بكتاب الله تعالى وعترة اهل بيته الاطهار (ع) اي العمل باحكام الله واوامره التي جاء بها الكتاب والانتهاء عما نهى والالتزام بقيادة وامامة عترة اهل بيت النبي الذين هم الامتداد الطبيعي لله ورسوله (ص)
وهذا ما اكده واحكمه رسول الله (ص) حين قال (اني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛كتاب الله وعترتي اهل بيتي، لن يفترقنا حتى يردا عليّ الحوض)
وبهذا يكون الاعتصام من الضلال والنجاة من السقوط والخلاص من النار ومن يأتي بخلاف هذا التوجيه وهذا التنبيه انما يقود بنفسه نحو الشقاء والنار
لأنه بهذه المخالفة انما يكون سلوكه وسيره على وفق الاستهزاء والاستهانة بآيات الله وتوجيهات رسوله (ص)
وهذا ما اوضحه وابانه رسول الله (ص) بقوله (ومن دخل النار من هذه الامة فهو من اتخذ آيات الله هزوًا ولعبًا)
هكذا يكون مصير من يتخذ آيات الله واقوال الرسول (ص) هزوًا ولعبًا الشقاء والنار كما اطلقها وقالها رسول الله (ص)

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لتعظيم مقامه الرفيع وآياته واحكامه وشعائره وحرماته والاجلال لمقام نبيه وارشاداته والتمسك بكتابه وعترة اهل بيت العصمة والطهارة
‏انه ربنا ولي التوفيق والتسديد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول السلام محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٦|٢|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى