كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لوحيه حافظًا ولذكر نبيه رافعًا ولأوليائه ناصرًا ولاعدائه خاذلاً
والصلاة والسلام على خير الانام ورسول السلام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين
(لاتمحو ذكرنا ولا تميت وحينا)
قالت سيدة المخدرات زينب بنت علي بن أبي طالب (ع)(فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا)
الحق واهله في سبيله الى العلو والتقدم والظهور والانتصار وإن جرى له ماجرى في شيء من الوقت من التأخر والبطئ وذلك لأسباب وظروف معينة
والباطل واهله في دربه الى السقوط والتأخر والزهوق والانهزام وان تحقق له شيء من الظهور والسيطرة الا ان مآله الانحدار والانطماس والتقهقر والأُفول
وهذه حقيقة لاغبار عليها ولا لبس فيها
وهذا مااثبته خالق الكون الله تعالى في كتابه الكريم حين قال :
(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)
الاسراء | ٨١
نعم انه المصير المحتوم للباطل واهله وهو الزهوق والاضمحلال والافول وان شمخ بأنفه
والحق في ظهور وبقاء وشموخ وعز
اذ ان للحق دولته وللباطل جولته
كما ذكر وخلد ان للباطل جولة وللحق دولة
وهكذا قد جرى الصراع وحدث ومنذ الانطلاقة الاولى على وجه البسيطة بين الحق والباطل والنور والظلام والخير والشر
وكان المشروع الاساس للباطل وعلى الدوام هو القضاء على الحق واماتته وابعاده ومحوه واطفاء نوره وازاحته من الوجود
الا ان ارادة الله تعالى تأبى ذلك وتمنع
وقد اخذ هذا الصراع امتداده وعلى مدى التاريخ والمواجهة ماثلة وقائمة بين الطرفين
الى ان حط برحله وفي اقدس بقعة في الارض الا وهي مكة المقدسة وبين فريق الجهل والضلال والكفر والشرك والالحاد والعدوان والباطل والظلام
وبين الحق والعدل والنور والهدى والخير والاحسان
وكانت الوجوه الماثلة والممثلة لكلا الطرفين
هما فريق الجهل والحماقة والكفر والضلالة ابو جهل واضرابه والذي كان يدعى في محيطه بأبي الحكم وهو لا يملك من الحكمة شيء ولا من العلم اثره ولا من الخير مدرة
وهو بذلك يمثل اهل الجهل والكفر على امتداد التاريخ
والفريق الاخر والذي يمثله سيد المرسلين وخير النبيين ورائد الموحدين واخلص الداعين الى الحق والتوحيد وقد جرى له ماجرى من انجازات ونجاحات وانتصارات الى توج ذلك بالفتح العظيم وظهوره على اعداء الله ، وانكفاء ذلك الفريق وضموره
ولكن وياللأسف الشديد وبعد ردح من الزمان يطل الكفر والشرك برأسه وبأعنف مايكون من المواجهة واشد حال من الحراب
وذلك يعود الى ما اقدم عليه بعض من الاشخاص في مخالفة الرسول (ص) والتنكب عما رسمه واقره رسول الله (ص) لاستمرار وثبات امته على الطريق القويم
فكان بذلك ان فتح الباب على مصراعيه لينهض الكفر والجهل من جديد ويعود بصولته على الاسلام وهجمته على التوحيد وسعيه في محو الوحي واماتته
وقد كان ذلك في اذناب واحفاد من مضوا وسلفوا في مواجهتهم للدين والشرع
وكان اللقاء في ساحة اخرى وهي لا تقل مكانة وقداسة عن مكة
الا وهي كربلاء القداسة كربلاء الكرامة كربلاء الطهارة والذي فيها انتصر الدم على السيف والتوحيد على الكفر وانتصرت الرسالات على الجهالات ففيها تلاقى فريق الجهل والالحاد وفريق العلم والتوحيد وكان هم ومشروع ذلك الفريق القضاء على العلم والتوحيد بقضائه على حملته وحماته
وقد وقع ويا للحزن الشديد ان قتلت رجالات الحق والتوحيد والذي يمثله سيد شباب اهل الجنة ابو عبد الله الحسين بن علي (ع) واهل بيته وانصاره
الا انه لم تمت تلك الرسالة والنهضة التي من اجلها ثار ونهض ابو الشهداء الامام الحسين (ع)
وكان عدوه عدو الله ورسوله يظن ان كل شيء قد انتهى بقتل الامام الحسين (ع)
الا ان الواقع خلاف ذلك اذ ان بقتل ريحانة رسول الله(ص)
قد بدأ معه كل شيء وبدأت الصواعق والزلازل تحل على عدوه وقاتله وتأتي على ملكه ووجوده وكان ماهو عليه المتعدي والظالم من تصميم وعزم ليس فقط قتل رجالات التوحيد وذكرهم واخفاء وجودهم بل الى ماهو اعظم وابعد الا وهو اماتة الوحي واطفاء نوره وهذا ماكشفت عنه واظهرته مما هو دائر في خلد ونفس ذلك القاتل
بنت امير المؤمنين زينب بنت علي بن ابي طالب (ع) حين قالت (فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا )
نعم وكما قالت عليها السلام فإن الله تعالى وبعظمته وجلاله كتب لوحيه الحفظ والصون ولنبيه وآله البقاء والرفعة وللعدو والمحارب الانقطاع والاندحار
–
نسأل الله المولى العزيز أن يوفقنا لحفظ دينه وحمايته والدفاع عنه وان ينصرنا على عدوه وعدونا انه قوي عزيز
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٥|٢|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس