مقالات

لا تقولوا كل شيء !

الأستاذ زكي الشعلة

تعرضت إحدى الفتيات المجتهدات التي تدرس في إحدى الجامعات إلى موقف سيء مع أحد السائقين أثناء الطريق ليوصلها إلى الجامعة، أخذ صاحب السائق يتكلم ويتحبب إلى الفتاة بالدعابة وخفة الدم والحديث المايع لعلا وعسى أن تستجيب الفتاة لسوالفه الغير لائقة. وكانت الفتاة مشغولة بجوالها في وسائل التواصل الإجتماعي وقلبها يخفق خوفاً منه وهي صامتة ولا تتكلم معه مؤمنة بأن وظيفته فقط التوصيل وليس له الحق في أن يسليها بحديثه الممل ونكته البايخة.
وبعد أن شعر بعدم استجابة الفتاة استحى على نفسه وسكت طول الطريق يحدث نفسه ويسلي حاله.

هناك الكثير من الأخوات يتعرضن لمواقف محرجة من بعض الرجال الأجانب عليهن وتحتار المرأة بين الشكوى والسكوت، فأيهما أولى الشكوى أم السكوت عن تلك المواقف؟.

حقيقة الأمر تعيش المرأة الحيرة والأمرين بين الشكوى والسكوت، إن اشتكت شاع أمرها بين الداني والقاصي وإن سكتت تشعر بألم خفي في قلبها بأن حقها وكرامتها مسلوبة. فرأي الشخصي ــ وللقارئ رأيه وحقه في اتخاذ القرار المناسب له ــ بأن الشخص الذي يتعرض لموقف معين ويستطيع أن يقوم بحل هذا الموقف بدون ضجة ولا انتشار فهو عين الصواب ولا يحتاج أن يقول كل شيء لأي أحد من المقربين ويحفظ مواقفه وتجاربه له ولغيره بدون المساس إلى مضرة شخصه الكريم، وإذا لم يستطيع حل المشكلة وتفادي الموقف فعليه أن يستند إلى من يشتكي له بحيث لا يتم حرمانه من مميزات متاحة له، وعلى سبيل المثال قصة الفتاة المذكورة أعلاه إذا خبرت أمها منعتها من الذهاب للجامعة خوفاً عليها من بعض السائقين الطائشين، وإذا تكلمت لأبيها لربما لا يمنعها من الدراسة ولكن يعطيها النصائح والتوجيهات لتفادي مثل تلك المواقف.

فالفتاة إذا استطاعت حل مشكلتها فلا بأس بأن تحتفظ هذا الموقف وتضيفه إلى خبرات الحياة باتخاذ إجراءات الحذر أكثر. وإذا لم تستطيع السكوت عنه فعليها أن تخبر والدها لكي لا يمنعها من الدراسة وتتكلم لوالدتها بالاستشارة والعكس صحيح.

أهدي لكم جواهر من التوجيهات الحياتية فاجعلوها نصب أعينكم وأيقنوها بقلوبكم حتى لا تؤثروا على أحد من أقربائكم وأن تكونوا مطمئنين في مسيرتكم العلمية والعملية وتعيشوا بسلام داخلي بينكم وبين أنفسكم متظاهرين القوة والشجاعة والحكمة والحلم والثقة والتفاؤل حتى تحققوا مرادكم في هذه الحياة:

1) لا تقولوا كل شيء لأمهاتكم وآبائكم في كل ما يحصل لكم من مواقف سيئة فإن هذه المواقف تؤلم قلوبهم، لأنهم يتمنون لكم السعادة والخير في الحياة فاستفيدوا من تجاربهم واعتبروا بقصصهم الحياتية، فإن المواقف التي تتعرض لها تخصك أنت وحدك فكن مسؤولا عن نفسك في كل قراراتك وحل مشاكلك بدون التأثير على أحد. وإن لم تستطيع فاطلب المعونة من المقربين أو المستشارين الذين تأمن وجودهم في حياتك ورجاحة عقولهم.

2) لا تقول كل شيء لزوجتك أيها الرجل لكل موقف تتعرض له في حياتك فإن عائلتك مأمنك وحصنك ومنبع سعادتك فاجعل بيتك هو المكان الآمن من مشاكل الحياة لكي تنطلق من جديد إلى معركة الحياة والضغوط، فلا تجلب لعائلتك مشاكلك الاجتماعية والمالية والشبابية والعلاقات الخاصة فإنها خاصة بك وأنت المسؤول عن حل مشاكلك الخاصة، واستفد من رجاحة ورأي زوجتك لحل بعض مشاكلك بدون المساس في حياتها الخاصة التي تضرها.

3) لا تقولي كل شيء لزوجك أيتها المرآة لكل موقف تتعرضي له من مواقف سيئة إذا لم يستدعي الأمر بالمساندة والمساعدة، فزوجك هو حصنك والمسؤول عن حمايتك، فأسرارك الخاصة قبل الزواج وبعده، فلا تؤلمي قلب زوجك بمشاكلك الخاصة في العمل أو الحياة الاجتماعية، ولا تحشري زوجك في مشاكل قريباتك، وكوني شريكة مخلصة وفية محافظة على نفسها وبيتها وزوجها.

*(اتركوا لكم مساحة خاصة في قلوبكم ولا تقولوا كل شيء عن أنفسكم)*

*سؤال التحدي الأسبوعي: ما مجموع الأعداد من 1 إلى 100؟*
أ) 5000 ب) 5050 ج) 6000 د) 6050

*جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي حل المعادلة التالية:* إذا كان: س + 6 = 3( س+ 2) هو عدد لا نهائي من الحلول مثل الحياة لها حلول لا نهائية فاكتشفوا حلولها .

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى