دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي جعل الإسلام سبيلا إلى جنته وطاعته إلى سعادته ‏وعبادته الى كرامته
‏والصلاة والسلام على الداعي لدين الله والمرشد إلى الخير المصطفى محمد ‏وآله الطيبين الطاهرين
(‏الإسلام طريقنا الى الجنة)
‏قال الرسول الاكرم محمد (ص)(‏لا يدخل الجنة إلا من كان مسلمًا)
‏الإسلام دين الله ونهجه القويم وطريقه السليم وبه تدرك الجنة وتنال
وبذلك قال المولى العزيز في كتابه المجيد
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ) آل عمران |١٩
فالدين هو دين الله وعليه سارت انبياؤه ورسله ودعت اليه وتحملت ماتحملت في سبيل اعلائه واعزاز مقامه وتثبيت اركانه والدين هو تلك المنظومة الرفيعة والتشريعات الحكيمة والاحكام السامية والاعتقادات السنية
فالاسلام من حيث انه اسم وقول ولفظ لا يعطي اثره ولا ثمرته الا حين يكون ممثلاً ومجسدًا من حيث معناه ومسماه وواقعه وروحه
اذ ليس الامور بالفاظها واسمائها ومظاهرها واشكالها
وان كان ذلك مطلوبًا ولازمًا ولا تتم حقيقة اي آية ولا يظهر معناها الا حين يكون الوقوف عليها من حيث ظاهرها وماوراءه
فالاسلام من حيث ظاهره وشكله جميل وحسن واحسن من ذلك واجمل حين يكون الوقوف على باطنه وجوهره ومعناه وروحه وحينها تظهر ثمرته واثره
وحين يكون الاسلام بثوبه الظاهري دونما يكون الالتفات الى معناه وروحه يكون حاله كحال الشجرة الذي لا ثمرة فيها
نعم الشجرة الخضراء المورقة ظاهرها جميل وانيق
ولكن حين لا تكون حاملة لثمرة يكون نفعها معدومًا او ناقصًا
فشجرة وغرسة الاسلام وحتى تكون كاملة واثرها واسع لابد وان تكون من حيث هي ومن ظاهرها وشكلها وثمرتها ونتاجها
ومن هنا حين يتمسك الانسان بالاسلام ويعتقد به وينتسب اليه ان يمثل في نفسه ويجسد في روحه كلا صفحتي الاسلام
الظاهرة منه والباطنة ، الشكلية والجوهرية
وهذا هو الاسلام الحقيقي والسليم
فالإسلام ليس مجرد مجموعة ممارسات وطقوس وافعال ظاهرية وشكلية دونما العناية بحدوده واحكامه والتي من خلالها وعبرها يحصل على السعادة والجنة
فالمسلم الذي قد عمل بكل مافي الاسلام من احكام وتشريعات ونفذ كل ما امر الله به
ثم اظهر واجلى روح الاسلام في حياته من خلال تعامله مع الآخرين وبروح سليمة ومسالمة بل بروح رحيمة ومحسنة
وبهذا السلوك والنهج والتعامل يبرهن على صدقه وانتمائه وارتباطه والتزامه بالاسلام
والذي به ينتهي الى الجنة والنعيم كما قال رسول الله (ص) (لا يدخل الجنة إلا من كان مسلمًا)
فمن كان مسلمًا ومسالمًا وصادقًا وامينًا ومحبًا ورحيمًا وحافظًا للاسلام وداعيًا له ومدافعًا عنه وعن اتباعه وحاميًا لهم يصير الى رضا الله وجنته وينجو من غضبه وعذابه
واما من اتخذ الاسلام مطية ووسيلة لتحقيق مآربه ومصالحه ومشاريعه الشيطانية لاينفعه ذلك ولا يفيده
بل ينتهي به المطاف الى الخيبة والخسران والعذاب والنيران
وعلى هذا نقول لكل شخص وبالخصوص من ينتمي للدين وبالشكل العام ولا سيما من ينتمي للاسلام
ان يكون على حيطة وحذر وان يخلص لله تعالى في دينه وان يقدم رضا الله تعالى على هواه ومصالحه ليكسب بذلك رضا الله ورحمته

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لخدمة دينه واعلاء شرعه وان يمن علينا بذلك الجنة والسعادة في الدارين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٢|٦|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى