كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي انعم فله الحمد وأعطى فله الشكر و تكرم فله المجد والصلاة والسلام على سيد الانام وخير الخلق وأفضل الرسل محمد وآله الطيبين الطاهرين
(شكر للمنعم وإنعام للشاكر)
قال الإمام أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق(ص)(اشكر من انعم عليك وانعم على من شكرك ، فإنه لا ازالة للنعم اذا شكرت ولا اقامة لها اذا كفرت ، والشكر زيادة في النعم وأمان من الفقر )
أبرز مصاديق النعم على الانسان هي نعمة الوجود والخلق ثم بعدها نعمة الهداية والرشد
فكم هي عظيمة نعمة الوجود حيث ان الانسان لم يكن شيئًا مذكورًا فكان ومع هذا الكون لم يكن ذا ميزة وصفة فمنح واعطي نعمة اخرى ليكون بها ذا معنى وقيمة الا وهي نعمة الهداية والعلم
فكانت عبر تلك الوسائل والاسباب المتمثلة بالسمع والبصر كما يقول الله تعالى(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الانسان |٢
نعم بالسمع والبصر ينبغي ان ينتهي الانسان الى الحقائق ومنها الى الهداية والايمان والشكر والعبادة كما يقول المولى الله جل ذكره (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الانسان|٣
وبعد الهداية يكون الخيار للانسان والقرار بيده اما ان يختار سبيل الشكر والايمان او الكفر والانكار
وعليه فمن يختار سبيل الشكر والايمان يحضى بالمزيد من النعم والواسع من العطاء وهذا ماقطع به الله تعالى واقره بقوله وهو اصدق القائلين (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
ابراهيم|٧
هكذا حين يبدي الانسان الشكر والايمان يحصل ليس على النعم وحسب بل والمزيد منها والسعة واهمها السعادة والاطمئنان والفلاح في الدنيا والآخرة
ولكن من يختار درب الانكار والكفر لا يجني الا الضيق في حياته والضنك في معاشه والعمى في آخرته كما يقول الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) طه|١٢٤
نعم انه من دواعي العقل ونزعاته ان يتقدم الانسان بين يدي ربه المنعم عليه بالشكر والايمان والطاعة والعبادة والذكر والحضور دومًا
وتجنب الغفلة والنسيان لذكر الله ليتحقق له تتابع النعم والخير
وهكذا ماهو مطلوب ومندوب اليه مابين بني الانسان فيما يقابله الانسان من اي شخص يتقدم اليه بالاحسان والانعام ، بحسن تصرف ومقابله جميلة الا وهو الشكر والاحترام كما يقول الامام جعفر بن محمد الصادق(ع)(اشكر من انعم عليك وانعم على من شكرك)
نعم كما نشكر الله تعالى على ما انعم علينا كذلك نشكر من انعم علينا من الناس
ونزيد انعامًا على من يشكرنا فيكون بذلك ثباتًا للنعم واقامة لها بل وزيادة فيها وامانًا من الفقر
كما يقول امام الصدق جعفر بن محمد (ع)(فإنه لا ازالة للنعم اذا شكرت ولا اقامة لها اذا كفرت ، والشكر زيادة في النعم وأمان من الفقر )
فما اجمل وابهى بالانسان حين يكون صاحب نعم ويتقدم بها لينعم على الآخرين ويغدق عليهم ويوسع عليهم فيجعل بهذا السلوك وهذا التصرف الجميل ان تنعم الانسانية والحياة بالسعادة والانشراح والمحبة والوئام والأمن والاستقرار
وهكذا يكون حاله كحال المطرة التي تحيي الانسان وتنقذه من الهلاك وقد ذكر لمطرة نيسان فيها حياة للانسان
وهي مطرة تنزل في شهر نيسان ويكون فيها حياة الارض ونمائها وبذلك تكون حياة الانسان ونمائه
فكم هي الامطار بركة وخير وحياة على الارض فمن باب الاولى الانسان ان يكون بركة وخير على بني نوعه بل على كل موجود اذ هو الخليفة والراعي للأرض ومن عليها، وعليه حتى ينال التقدير بل المزيد من العطاء ان يكون على الدوام ان يعطي وينعم على الآخرين من خيره ونعمه واياديه ويسعى قدر جهده ان يؤمن لهم الامن والاستقرار ويدفع عنهم الاذى والعدوان والجور والهوان وهذا ضرب من ضروب النعم كالصحة والغذاء
–
نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من الشاكرين الذاكرين والحاضرين العابدين واهل العطاء بعد العطاء إنه البر الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٢٤|١٠|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس