دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي انعم فأجزل واعطى فأسبغ واكرم فأحسن والصلاة والسلام على نبي الاسلام ورسول السلام وخير الانام المصطفى الاكرم محمد وآله الانوار الطيبين الطاهرين
(مالك ودمك دون دينك)
‏قال الرسول الاعظم محمد(ص) (إن عرض لك بلاء فأجعل مالك دون دمك، فإن تجاوزك البلاء فأجعل مالك ودمك دون دينك فإن المسلوب من سلب دينه والمخروب من خرب دينه)
كم هي الاشياء عزيزة وذو قيمة عالية وبالخصوص من تكون على قدر رفيع من الخصال والخلال العظيمة والكريمة
ولذا تحاط بأعلى مايكون من الاحاطة والعناية والرعاية
فالأموال والاعيان والمعادن والاحجار الثمينة والمواقع العزيزة ترى اصحابها في اشد مايكون من الحراسة والحفظ لها والحرص عليها
وهذا أمر طبيعي وفطري يواكب الكثير من الناس وتظهر منهم مايكون من الحفظ والدفاع والمواجهة في سبيل بقاء تلك الاشياء وسلامتها وعدم تعرضها للتسلب والسرقة وان كلفهم ذلك حياتهم
وفي هذا المجال يرد الحديث الشريف عن امير المؤمنين علي (ع)(ينام المرأ على الثكل ولا ينام على السلب)
وهذا وضع حسن وجميل اذ انه ليس من الحسن والجمال ان يتعرض الانسان الى السلب والسرقة والتعدي وهو يطيق الدفاع والمواجهة ولا يدافع او يواجه في رد العدوان والتجاوز
فأول مايمكن ان يتعرض له الانسان من البلاء هو مايقع تحت يده ومايمتلكه من مال او غيره من امور ثمينة وذا قيمة
وهنا حين يشتد الوضع ويتفاقم الامر ولا يساعد الحال
وتتجه الامور الى مالا تحمد عقباها ويكون الانسان بين خيارين اما ذهاب وفقدان مايملك وبين تلف وهلاك نفسه
فلعل البعض يختار المواجهة ثم الموت ومعه ايضًا يكون رواح ماله ومايملكه وهذا قرار غير سليم وليس صحيح
اذ ان الشارع المقدس امام مثل هذه الظروف ان يتحمل ويختار اهون الشرّين الا وهو التضحية والمفادات بالمال في سبيل حفظ النفس والدم
وهكذا يقولها رسول الله(ص) (إن عرض لك بلاء فأجعل مالك دون دمك، فإن تجاوزك البلاء فأجعل مالك ودمك دون دينك فإن المسلوب من سلب دينه والمخروب من خرب دينه)
نعم البلاء صفحاته كثيرة وعديدة فيمكن ان يبتلى الانسان بمرض مثلاً او اي ظرف من الظروف القاهرة فهنا يقال له ان يختار سلامة نفسه ودمه على ماله ومالديه من ملك وهكذا الحال من البلاء حين يكون في عرضه من العدوان والجور وهو لا يتمكن الرد والردع فعليه ان يجعل ماله دون دمه اي ان يفدي دمه بماله ويحفظه
واما اذا تجاوز البلاء ووصل الى حدود الدين والتعدي عليه فهنا ينبغي ان يكون الموقف والتصرف في سبيل حماية الدين وبذل المال والدم من اجل الدين كما قالها رسول الاسلام محمد (ص) (فإن تجاوزك البلاء فأجعل مالك ودمك دون دينك فإن المسلوب من سلب دينه والمخروب من خرب دينه)
نعم يمكن ان يقال لمن سلب ماله وسفك دمه انه مسلوب ولكن في الواقع من يقدم ماله ودمه على دينه هو المسلوب حقًا والمخروب جدًا
اذ انه كم من الناس الذين قدموا دنياهم ومصالحهم على مبدئهم ودينهم وانتهى امرهم الى خراب
وفي المقابل الذين قدموا دينهم على دنياهم ودمائهم فوصلوا الى اعلى المراتب وحققوا اوسع المطالب وهذا ما اقدم عليه رسول الله وصنعه حين جعل من ماله ودمه دون دينه فنال من ربه النصر والظفر
وهكذا ايضًا اهل بيته ومن كانوا على صدق واخلاص من اصحابه الكرام الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه من النصر والدفاع عن الدين بالمال والدم فكان جزاءهم النصر والفوز والظهور على العدو والكرامة من الله تعالى
وهكذا الحال لمن يريد من الله العون والنصر ان يتقدم وبكل مالديه من اعزاز ونصر دين الله تعالى لينال من الله العزيز النصر والتقدم والفوز والفلاح

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا للتمسك بدينه والسعي لإعلائه ونصره وان ينصرنا بعونه ولطفه
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٧|١٠|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى