دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي تفضل على عباده بالصيام واعانهم عليه واكرمهم بالقبول والغفران والصلاة والسلام على المحمود الأحمد ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
(ما هو العيد)
‏قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع)(انما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد)
العيد عند شريحة من الناس يتمثل في اظهار السرور ولبس الجديد وتبادل التهاني والتبريك وهذا لا بأس به ولا غضاضة عليه ولكن ماهو ابعد ادراكًا واوسع فهمًا ليوم العيد ان يقف الانسان في يوم عيده وقفة جادة وحكيمة وصارمة وصائبة فيما قدمه وقام به قبل العيد فاذا ماتأكد له او قدر ولو بشطر من العلم لأن العلم بتمامه بيد الله تعالى انه غفر له وقبل صيامه وشكر قيامه فهو عيد وياله من عيد وهذا بعينه وحقيقته العيد الحقيقي فليكن منا جميعًا في هذا اليوم وقبل ان نتبادل فيه التهاني والتبريكات ان نطيل النظر والتفكير فيما قبل ذلك فإذا ماكان شيء من التقدير في الغفران وقبول الاعمال فحينها يتسنى لنا اعتبار هذا اليوم يوم عيد وسرور
ومن طرف آخر ان العيد ومن وجه آخر انه اليوم الذي فيه يطاع الله تعالى ولا يعصى وبذلك يكون كل يوم عيد كما يقول امير المؤمنين علي (؏)(وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد)
نعم حين يعتصم ويمتنع الانسان عن المعاصي والذنوب وفي كل يوم تصبح سنته كلها اعياد واما اذا لا سمح الله ارتكب ما ارتكب من الذنوب والمعاصي فإنه يصير بذلك اليوم الى نكبة وحزن وان كان في يوم عيد في الظاهر
اذن العيد كل العيد ان يفتتح الانسان يومه بخير وطاعة لله تعالى ويختمه بذلك
فإذا ما فعل ذلك فقد اصاب حقيقة العيد وروحه ومن احد صفات العيد ان يدخل السرور والبهجة في نفوس الآخرين وذلك عبر ما يقدمه ويقوم به من اكرام واحترام ومقابلة حية وخالصة واجتناب كل مايكدر الخواطر والقلوب من قول او فعل او ما اشبه ذلك وهذا ما هو عليه الانسان المؤمن الصالح وبذلك فهو في كل ايامه عيد وما العيد الا هذا
ومن هنا يحر بمن صام وصلى ان يكون على هذه الصفحة وهذه السيرة الطيبة والعطرة ليحقق بها في كل يوم عيد وليس فقط يوم عيد الفطر او الاضحى وتصبح ايامه اعياد يظهر فيها الفرحة والسرور وكذلك الامة بل كل الانسانية حين تنتهج نهج الخير والرحمة واللطف والعطف والتسامح والتصافح والتصالح والتقارب تكون حياتها اعياد ومسرات وهذا يعود الى همة وعزم اصحاب الفهم والادراك والحل والعقد ومن له تأثير في صناعة ذلك فما عليهم الا ان يقرروا ويقدموا على ذلك وبكل حزم وعزم ومن الله تعالى العون والتوفيق وهو الخير المطلق
فاذا ما ارادت الانسانية خيرًا وصلاحًا فالله تعالى كريم يسددها ويؤيدها ويوفقها الى الخير ويفيض عليها به وما هو مأمول من رب الكون من الخير بل وكل الخير ان تكون الانسانية تحت مظلة واحدة وراية واحدة تحمل في صميمها التوحيد وبقيادة وعد الله الاكبر وامام كل من صلى وكبر صاحب العصر المنتظر الحجة بن الحسن الامام الثاني عشر (عج) الذي يملأها قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا ويعم ارجائها خيرًا وسلامًا ويلبسها كرامة وامانًا

نسأل الله المولى القدير ان يعجل لمولانا صاحب العصر والزمان الفرج والمخرج والظفر والظهور
وان يجعلنا من انصاره ومقوية سلطانه وان نعيش تحت ظله معيدين ومسرورين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١|١٠|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى