مقالات

لا تكن سلبياً

بقلم: جواد المعراج

أصبح الاستهزاء والاستفزاز من العادات والمشاكل المستعصية في المجتمع؛ لدرجة أن بعض الأفراد صار يستفز الآخرين بقوة، ويستهزئ بثقافات الآخرين والعلم والعلماء والمشايخ والوجهاء في المجتمع.
فمثل هذه السلوكيات تعتبر من رذائل الأخلاق والتخلف النفسي( المجرم السيكوباتي).
لذلك نجد الشخص الذي يستهزئ ويستفز من حوله يعاني من العقد والأمراض النفسية.
قال الإمام علي (عليه السلام): “الجاهل فاسد كل أمر”، وقال: “الجهل أصل كل شر”.
لذلك على الإنسان أن يحترم نفسه والناس، ولكن المشكلة أن أغلبنا منشغل بالآخرين؛ في حين لو أن الفرد ركز على إصلاح ذاته؛ بهذا سيجد الحل لأمراضه الفكرية والنفسية.

ظهروا لنا بعض الناس في مجتمعنا الحاضر وخصوصاً فئة الشباب؛ أصبحوا يعانون من الأمراض الذهانية؛ على سبيل المثال: مرض الاعتلال النفسي وأمراض الإكتئاب المعنوي، والتي تجعلهم يفرغون المشاعر السلبية التي بداخلهم؛ كالغضب والتوتر والحزن والعنف النفسي؛فبذلك يقومون بإيذاء أنفسهم ومن حولهم.

فسبب هذه المشاكل والأمراض عند الشخص هي: عدم القدرة على تحكمه بمشاعره النفسية عند وقوعه بأي مشكلة، وأيضا سرعة تأثره بالماديات.
فعلى الإنسان أن يصبر ويتحمل نفسه عندما يواجه مواقف حياتية مؤلمة، كذلك عليه أن يتقيد بالعلم والأدب، ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى حتى يروض ويهدئ نفسه. قال الإمام علي ( عليه الصلاة والسلام ): (( الجهل مميت الأحياء ومخلد الشقاء.)).

ونأتي إلى الحالات السلبية، ومنها سوء الظن بالنفس وبالناس بقوة؛ لدرجة يصل بها الفرد إلى إهانة وذل الناس. قال الله تعالى: { اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }. سورة الحجرات أية (١٢).
كذلك كثرة الإنتقادات السلبية، كأستخدام النقد الأعور والهدام ونقد الانتقام.
وأصبحت أغلبية الناس تتهجم وتطعن في سمعة المشايخ، وأصحاب الخير والصلاح بهدف إسقاط شخصياتهم بالمجتمع.

وأصبح عند أغلبية الناس النظرات السلبية والمرضية إلى الشخصيات الناجحة في الحياة الاجتماعية والعملية؛ حيث أن الناس ينظرون لهم على أنهم مريضون أو مجانين أو متكبرون على من حولهم؛ في حين أن هؤلاء الشخصيات هم الذين لهم القدرة على التطوير والإصلاح بين المجتمع.
لهذا السبب أصبح أغلب أفراد مجتمعنا يخاف الظهور في الأعمال الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويعاني من التخلف والنقص بقوة من جميع النواحي؛ وذلك لعدم نظرته الإيجابية للناس، وعدم تقيد أفراد المجتمع بالثقافات الصحيحة، وفعل الأعمال التي تطور الفرد والمجتمع.

وفي النهاية أختمها معكم ببعض من الأقوال الجميلة؛ عن التخلف يقولها بعض الحكماء:

• يقول غازي القصيبي : " نحن في سباق مع الزمن أما أن نقتل التخلف أو يقتلنا التاريخ ".

• يقول غمكين الكردستاني : " لكي تكون إنساناً حقيقياً، لا بد لك أن تتحرر من قيود الجهل والتخلف ".

• يقول ميلان كونديرا : " لو أن المرء ليس مسؤولاً إلا عن الأمور التي يعيها، لكانت الحماقات مبرأة سلفاً عن كل إثم. لكن الإنسان ملزم بالمعرفة. الإنسان مسؤول عن جهله. الجهل خطيئة ".

زر الذهاب إلى الأعلى