دينية

كلمة الجمعة للشيخ حسين آل خميس

(شهر رمضان شهر الصدق والتصدق)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اصدق الصادقين واحكم الحاكمين وابصر الناظرين ‏والصلاة والسلام على الصادق الأمين وذي الخلق العظيم ‏المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين

‏قال الرسول الاكرم محمد(ص)(وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم)
‏من أعمال البر والخير في هذا الشهر المبارك كثيرة وعديدة اهمها وابرزها الصيام وتلاوة القرآن الكريم وفيها مافيها من الاجر العظيم والثواب الجليل والجزاء الجزيل وبإضافة اعمال ومساعي اخرى الى جنبها يزيدها من الاجر والثواب والجزاء مايضاعفها ويوسع جزاءها وهذا انما يكون حين تؤدى وتعمل على وجهها الصحيح وطريقها السليم
وصلاح الاعمال انما يكون بصلاح من يعملها ويقوم بها
واهم وابرز مايكون الانسان فيه من صلاح ان يكون صادقًا وامينًا اذ بالصدق والامانة ضمانة لصحة العمل وقبوله
واما الكذب والخيانة مفسدة ومبطلة للعمل ومسقطة له ومحبطة
وعليه يقتضي عند الشروع في اي عمل ان يرفقه ويصحبه بالصدق ففيه صلاح كل شيء اذ يقول الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)(الصدق صلاح كل شيء والكذب فساد كل شيء)
فإذا مارجونا قبول الاعمال وصحتها ان نتحلى بالصدق ونتزين به
فهذا شهر رمضان وصيامه حين نأمل ونرجو صحته وقبوله ان نصحبه بالصدق والامانة اذ ان من شرائط صحته وقبوله ان يكون عامله صادقًا ومعرضًا عن الكذب
اذ ان الكذب من محبطات ومسقطات الصيام والكذب على كل الاحوال ممقوتًا ومنهي عنه وفي شهر الصيام يكون النهي أوكد واشد اذ به فساد للصيام وهو علامة اهل النفاق اذ يقول رسول الله (ص)(آية المنافق ثلاث،اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان)
فالصائم المفترض ان يكون مؤمنًا وهذا يتجلى من خلال حديثه ووعده وامانته فاذا ماكان صادقًا ووفيًا وامينًا فهو صائم ومؤمن وان شاء الله يكون عمله صحيحًا ومقبولاً
وبعد الصدق والامانة والوفاء يكون التصدق والعطاء والبذل والجود والانفاق والاقدام فالتصدق في هذا الشهر المبارك يضيف عليه جمالًا لحاله وحسنًا على حسنه
فما اجمل وابهى الانسان الصائم الصادق وهو يتنقل بعطائه وجوده وبذله وبشره وسروره وهو يبث الخير ويصنع الاحسان ويعطف على بني الانسان
فيكسب بذلك ود الناس وحبهم وبالخصوص من وصلت اياديه وجميل عطائه اليهم
وهكذا فأن رسول الله (ص) يحث ويدعو الى بذل الصدقة والعطاء في هذا الشهر الكريم على الفقراء والمساكين اذ يقول (ص)(وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم)
وهذه الدعوة ليس مجرد عطاء او تصدق وأجر وثواب بل هي ابعد مما يقدر وينظر
اذ ان القيام بها وصناعتها يكون القضاء على ثغرة من ثغرات المجتمع وايجاد جو من التآخي والتضامن والشفقة والرحمة والعطف والمودة والتماسك والتلاحم
وهكذا الاعمال والتشريعات والتوجيهات والاحكام ينبغي ان تأخذ اثرها وثمرتها في الجسد الاجتماعي وليس مجرد اداء خالي من اثره المرجو وغايته المطلوبة
اذ ان الاسلام واحكامه انما كان المرجو منها ايجاد مجتمع متلاحم ومتراحم ومتراص ومتماسك
كما هو حال بنيانه المرصوص والمتكامل ببعضه
فالمجتمع الذي تغذت نفوسه بروح الاسلام ووعته وادركته على ما ادركه رسول الله (ص) واهل بيته (ع) والخلص من صحابته ومن هم على نهجهم وسيرتهم يكون له لباسه ومشهده الراقي ووضعه السامي وظاهره الزاهي

نسأل الله العلي القدير ان يجعلنا من اهل الصدق والتصدق واهل الخير والاحسان
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١١|٩|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى