مقالات

الحياة المكفهرة


جواد المعراج

المقدمة:

إن على الإنسان أن يتعلم على حفظ أسرار النفس والآخرين، من أجل أن لا يعيش حياة مكفهرة والمقصود بالحياة المكفهرة هي: (الحياة المظلمة)، إضافة إلى ذلك من أجل أن يتفادى إثارة الخلافات العنيفة والخصومات والمشاكل الكبيرة، بمعنى آخر عدم التعرض لحالة الإفشاء التي تضع آثارا سلبية على نفسية المجتمع والشخص نفسه الذي أعطى سره لكل من (هب ودب)، وبالتالي فإن ذلك قد يضع الإنسان الذي تم إفشاء سره تحت تأثير وجع الرأس والاحباط، لأنه في النقطة الأولى: أقحم نفسه والناس المحيطين به في خطر شديد، والنقطة الثانية: إثارة البلبلة بين الأفراد والمجتمعات، والنقطة الثالثة: انتشار تلك الأسرار الخطيرة سيؤثر سلبا على العلاقات الاجتماعية حيث سوف يتم تدميرها، وأيضا سيؤثر على مجرى الحياة المستقبلية والوضع الحالي الذي سيعيشه صاحب الأسرار المكشوفة على الملأ (بشكل كبير)، بل في كل بلد ومجتمع ودولة وقرية ومنطقة.

  • فقرات معينة تساعد الفرد والمجتمع على حفظ الأسرار بطريقة دقيقة وفعالة من ناحية تفادي إثارة الخلافات والخصومات، بمعنى آخر تعتبر سبيل للخروج من المعضلات الكبرى:

الفقرة الأولى (مهمة جدا):

على الفرد والمجتمع أن يتحمل المسؤوليات الكبيرة، فسبب انتشار الفتن هو التسرع في نشر كل موقف وخلاف سلبي بالديوانيات والمجالس والأماكن العامة، خاصة أن العمل على نشر تلك الخلافات العنيفة يسبب الارتباك والقلق الشديد، فهناك أطراف تعمل على العبث بالاستقرار النفسي والاجتماعي، وبالتالي لا ترغب في تحمل المسؤوليات، فهذه الفئة هدفها التخريب وإشعال نيران الأحقاد بالنفوس والقلوب.

الفقرة الثانية(مهمة جدا):

على الإنسان أن يتعلم على مهارة ضبط النفس والمجتمع وأيضا، وذلك من خلال حبس النفوس البشرية عن طريق التمسك بالصبر وتحمل الخلافات العنيفة القائمة بين كل طرف، فهناك من لا يحفظ لسانه بل يتفوه بالكلام السري في كل(وادي وغابة)، هذا الأمر بالطبع يؤثر على الحالة النفسية الخاصة بالفرد والمجتمع حيث يعيش في حالة الخوف الزائد.

الفقرة الثالثة (مهمة جدا – الفقرة النهائية):

إن إفشاء أسرار الآخرين أمر محرم في الشرع، والسبب في ذلك هو أن الإفشاء يشعل نار الفتن الاجتماعية، خاصة عند اتباع أسلوب النميمة والمقصود بالنميمة: (إفشاء السر، وكشف أمور يكره كشفها على الملأ، نظرا لخطورة انتشارها على نطاق واسع)، وبالتالي فإن الحفاظ على السر يعتبر واجب، ونضيف على ذلك سبيل لتهدئة الانفعالات السلبية المشحونة بالغضب والعنف النفسي.

أسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى