دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل محمدًا وآله منار هدى وسبيل نجاة وطرق فلاح ومسلك سعادة
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة خير الخلق وسيد الكائنات النور الأنور الحبيب المصطفى محمد وآله الاخيار الطيبين الطاهرين
(على خطى الحسين بسيرة جده وأبيه)
‏قال الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب (ع)(وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن ابي طالب )
السيرة الذاتية للانسان هي الوثيقة المحكمة والمحجة الحقة لشخصيته ومقامه
فإما ان تكون هذه السيرة عطرة وطيبة وناصعة وطاهرة وبالتالي تكون سيرة مشرفة ومكرمة ومعزة ورافعة
واما ان تكون سيرة سيئة ورديئة وملتوية ومنحرفة وملوثة وساقطة ومرتمية في مزالق الخبائث والرذائل
فبهذا تكون سيرة مسقطة ومهبطة ومذلة ومزرية لصاحبها
فالعظماء في الكون ماكان ان تكون لهم عظمة الا حين تملكوا سيرة عظيمة وصورة جميلة واحدوثة راقية وكل ذلك لما كانوا عليه من التمثل والسلوك والتصرف السوي والسليم وجامعة الخير والفضائل
وهذا ماكان عليه اصفياء الله وخير خلقه من انبياء ورسل وخلاصتهم وخيرتهم وسيدهم حبيب الله ورسوله محمد (ص) حيث كانت سيرته وسلوكه ارقى وارفع واعظم واعطر سيرة عرفها الكون من هدي وصلاح وعفة وعفو وصدق وايمان وحسن واحسان وحب وحنان ورحمة وامتنان وجميل وعرفان وصبر وقوة جنان وكل ماهو في سبيل الخير والسعد
وهكذا من بعده من هو في هذه السيرة بمقام ورتبة الا وهو امير الموحدين وامام المتقين وخير الخلق بعد سيد الخلق والمرسلين ولي الله ووصيه ونفس الرسول واخيه وخليفته من بعده وحافظ رسالته ابو الحسن علي بن ابي طالب (؏)
اذ ان سيرته وسلوكه هي ذاتها سيرة وسلوك استاذه ومعلمه ومربيه رسول الله (ص)
وكيف لا ؟
وقد قال رسول الله (ص)(ياعلي ادبني ربي فأحسن تأديبي وانا مؤدبك ومحسن تأديبك وانت مؤدب المؤمنين من بعدي ومحسن تأديبهم)
فالرسول أديب الله وعلي اديب رسول الله والمؤمنون ادباء امير الادب والاخلاق حجة الله علي بن ابي طالب (؏)
وهكذا انطلق الامام ابو عبد الله الحسين (؏) واطلق دعوته في عمق هذه الامة ودعاها الى العودة والعمل بسيرة جده وأبيه وما قوله (وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن ابي طالب )
الا هذا المعنى الذي تمثله والتزم به وسار عليه وسبقه اليه جده وابوه
وبهذا يقدم دعوته لهذه الامة ان تنبذ وتبتعد عن كل ماهو مخالف ومناهض لسيرة رسول الله (ص) وعلي (؏) وتعود وتتمسك بسيرة الرسول والوصي وذلك عبر امامها وسيد الشهداء وامير جنانها وعلى خطاه وهديه وسيرة وسلوكه والذي هو سير وسلوك رسول الله (ص) وابوه امير المؤمنين علي (؏) اذ انه منهما وهما منه وهكذا قالها رسول الله (ص)(حسين مني وانا من حسين)
ومن اراد الله وجنانه ورحمته ورضوانه فلينظر الى سيد شباب اهل الجنة ويسير بسيره ويهتدي بهديه ويعمل بإرشاده وتوجيهه وبهذا قال رسول الله (ص) (من سره ان ينظر الى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى الحسين بن علي بن ابي طالب (؏))
نعم القرب من الامام الحسين هو القرب من رسول الله وعلي (ص) وبالتالي هو القرب من الله تعالى وفي نهاية المطاف الفوز بالجنة والرضوان
ومن فارق وابتعد عن الامام الحسين انما يفارق ويبتعد عن سعادته وعن ربه ورسوله ويتردى في هلاكه وشقائه وعنائه وعذابه وسوء نهايته وعاقبته

نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من المهتدين بهدي الامام الحسين والسائرين على نهجه وخطاه وسير جده وابيه وامه والائمة من بنيه وان يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٢|١|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى