دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل الثواب في طاعته والعقاب في معصيته .. والفلاح في هديه والشقاء في خلاف أمره
والصلاة والسلام على الداعي إلى الخير والدال على الهداية محمد المصطفى وآله النجباء الطيبين الطاهرين
(شباب بهم الله يباهي)
قال الرسول الأكرم محمد (ص):( إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكه،يقول : انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي)
حين يبلغ الإنسان إلى مقام عظيم وإلى مستوى عالي وإلى مرتقى رفيع من الخير والصلاح والتقدم والنجاح والنهوض والأرتقاء والجد والإجتهاد يصير بذلك في موضع من العز والأفتخار والتقدير والإكرام فالفتى والشاب الذي يتطلع ويطمح إلى السمو والرفعه والمقام الكبير دربه وطريقه إلى ذلك هو أن يشق عباب الجد والإهتمام والسعي والنشاط والمثابرة والإقدام وبوصوله إلى ماينشدوه ويبتغيه يصبح في موضع تكون له فيه الصدارة وموقع الإدارة
إذ أن الصدارة والإدارة لاتصلح إلا بأصحاب الكفاءات والقدرات وبها تتقدم الحياة والمسيرة وإذا ماوجد مجتمع يعيش الركود والتخلف والشقاق والتفكك إنما سبب ذلك إفتقاده وأفتقاره إلى مقومات النهوض والتقدم والألفه والتماسك المتمثلة في نهج قويم ودستور سليم ومدير حكيم وقائد عليم والتي بها ينال المجتمع تقدمه وإزدهاره وعزه وافتخاره ، فكم يكون المجتمع في تباهي وافتخار حين يقيض له شباب على مستوى من الفتوة والقوة والصلاح والإيمان والإندفاع نحو الخير والقيم والتقدم إلى أعلى القمم، والسير في مسالك الإحسان والشيم ،
نعم بمثل هؤلاء يحق التباهي والأفتخار والغبطه والإبتهاج بدأً من محيطهم الصغير إلى أوسع ما يكون من الآفاق والنفوس إنتهاءً إلى ساحة القداسة والعظمة إلى مقام الله تعالى ..
الإنسانية تكون في عز وسرور بأناس قد حملوا في جوانحهم ونفوسهم الخير لها ولسعادتها وأمنها واطمئنانها وسرورها وسلامها
وهكذا رب العزه والقدره الله تعالى يكسوهم عظمه ً وأجلالاً فينظر الى أحدهم نظر الافتخار والتباهي لحسن عبادته وصلاح حاله وسلامه طويته وحسن سيرته وطهاره سريرته فالشاب المؤمن الطائع العابد لمولاه المخالف لهواه يرتقي الى حب الله ورضاه وإكرام مثواه ولهذا يقول رسول الله (ص)َ
(إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكه، يقول: انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي) وترك الشهوه عنوان لترك كل شيء يخالف الله ويغضبه وفعل الإحسان عنوان لكل شيء يوافق أمر الله ويرضيه فالطاعة والعبادة والصلاح ونفع العباد سبيل لرضوان الله تعالى والمعصية والشهوة المحرمة والفساد والضرر للعباد سبيل لغضب الله تعالى وسخطه فمن يكون عابداً وطائعاً لله وتاركاً لشهواته ومعاصيه ينال التكريم والحفاوة من ربه والفضل والتفضيل كما يقول الرسول الأعظم محمد (ص) :(فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ماكبرت سنّه كفضل المرسلين على سائر الناس) ويكون عند الله من المحبوبين المقربين كما يقول الرسول محمد(ص):(مامن شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب) .. وفي المقابل من يكون قائماً على المعاصي والملاهي والجهل والغفله والإبتعاد عن الله تعالى نصيبه يكون من الله تعالى الغضب والبغض لقول رسول الله (ص):(ومامن شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصيه) ..
ومن هنا إذا ماأردنا أن نكون من أحباب الله تعالى وأهل كرامته أن نكون على عبادة لله تعالى وطاعة له وبالخصوص أهل الفتوة والشباب وذلك بالسير على توجيه نبيهم وشفيعهم رسول الله محمد(ص) الذي يبشرهم بالأجر الكبير والثواب العظيم والمقام الرفيع بقوله (ص):(مامن شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً) .. وكذلك يقول (ص):(إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله)
نعم بالطاعة والعبادة وترك اللهو والمعصية نكون كاسبين لأجر الله تعالى وحبه .

نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لعبادته وطاعته والكف عن معصيته ومخالفته والتأسي بنبيه وأهل بيته الأطهار (ص)
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعه ١٣ /٨ / ١٤٤٠
الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى