دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا يكون الخير الا منه ولا يصرف الشر غيره ولا يجري امر الا بعد اذنه ولا يرد قدر الا بقدرته والصلاة والسلام على خير البشرية وسيد البرية المصطفى محمد وآله الاخيار الطيبين الطاهرين
(دين محمد من خير الاديان)
قال حامي الدين وكافل رسول الاسلام ابو طالب وابو الوفاء والايمان :
ولقد علمتُ بأن دين محمدٍ
من خير اديان البرية دينًا

الدين كله خير ولا يعود على معتنقيه الا بالخير وهكذا اراد الله لخلقه الخير ولذلك نصب لهم مايأخذ بهم نحو الخير الا وهو الدين وعلى يد رسل وامناء ليقوموا بمهمة التبليغ والدعوة الى الدين
فكان مبدأ ذلك الانطلاق من الخليفة الاول وانتهاءً بالنبي الخاتم من آدم الاول الى مسك الختام محمد (ص) وهكذا خلق الانسان ليكون رابحًا على الله لا الله رابحًا عليه كما قال تعالى في حديث قدسي (يا ابن ادم خلقتك لتربح عليّ لا لاربح عليك)
والربح هو مايمثله الدين من خير وسعادة وفلاح لمن يلتزم به ويعمل بأحكامه وينفذ مطالبه فالدين ومن الانطلاقة الاولى هو دين خير وعاقبة من ينتسب اليه تكون الى خير
وقد دأب واجتهد انبياء الله ورسله في دعوة الناس الى الدين والاخذ بعنقه والتمسك بعروته وقد سار رسول الله محمد (ص) على ذلك المنوال والمسلك وكان اكثر حرصًا واجتهادًا ممن سبقه في هداية الناس الى الدين
فصار بذلك دينه ورسالته ومقامه رحمة وبركة لكل بني الانسان وهذا ماسجله واجراه رب الكون الله تعالى بقوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الانبياء|١٠٧
فالرسالة والرسول كلاهما خير ورحمة على العالمين وسببًا وطريقًا للخروج من الشقاء والتردي والحط في ساحة النجاة كما يقول المولى تعالى(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة|٢٥٧
فولاية الله لا تكون ولا تتحقق الا حين يتحقق الايمان به وبدينه والاتباع لرسوله والطاعة له وحينها تكون السعادة والخروج من الظلمات الى النور اي من ظلمات الكفر الى نور الايمان ومن ظلمات الجهل الى نور العلم ومن ظلمات الفتن الى نور الرحمة ومن ظلمات الشر الى نور الخير وهذا هو المعنى الحقيقي للدين
ومن يتخلف ويتنكر للدين ويجحد به يؤول امره وشانه الى ولاية الطاغوت والتي فيها وبها خروج من النور الى الظلمات ومن الخير الى الشر ومن الامن والاستقرار الى الخوف والاضطراب لان ولاية الطاغوت لا يتولد منها الا ماهو سيء وشر كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ) البقرة|٢٥٧
نعم هكذا يكون الدخول في الدين دخولاً في ولاية الله وبالتالي دخولاً في النور والخير وبهذا يكون الدين وصاحب وحامل الدين خير ونور ورحمة
فالدين الاسلامي هو كبقية الاديان التي سبقته هو من خير اديان البرية وافضلها كما يقول حامي الدين وحامله ابو طالب (؏) صاحب المواهب والمناقب :
ولقد علمتُ بأن دين محمدٍ
من خير اديان البرية دينًا

نعم الدين الاسلامي هو خير وافضل الاديان كما هو رسول الاسلام محمد (ص) افضل الانبياء والرسل وكذلك اوصياءه وخلفاءه افضل الاوصياء والخلفاء
وايضًا امته خير وافضل الامم كما يقول المولى الله جل ذكره (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) آل عمران|١١٠
فالامة بدينها ورسوله هي على ميزة وتميز وفضل وتفاضل على سائر الامم لما كانت عليه من خصال رفيعة وسمات عالية تملكتها دون غيرها من الامم
وذلك يعود الى عظمة الدين ومايتضمنه من مكارم ومعالم وخلال
وكذلك رسول هذا الدين محمد (ص) فالامة نالت شرف التميز على غيرها من الامم حين اخذت بدين ربها وعملت بهديه واتبعت رسوله والتزمت بطاعته وسارت على مسلكه فأتمرت بما أمر وانتهت عما نهى وامرت بالمعروف ونهت عن المنكر واظهرت الصلاح ودعت الى الاصلاح وجانبت الفساد ونابذته وبذلك استحقت هذا الوسام والتكريم والتفضيل لقوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) آل عمران|١١٠
ولكن حين تخلت وتخلفت هذه الامة عما كانت عليه من معروف والامر به والترك للمنكر والنهي عنه اصابها ما اصابها من الضعف والوهن وصارت اكلة في قصة الامم

نسأل الله المولى الكريم ان يمن علينا وجميع امة محمد بالعودة الى ماكانت عليه الامة في صدرها الاول ليعود لها مجدها التليد وتميزها الفريد
انه ربنا لطيف خبير وبعباده رحيم كريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الرحمة والسلام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين

الجمعة ٢٧|٣|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى