عامة

وقفة مع ثقافة التهنئة والتعزية

🔹تعتبر مظاهر التهنئة والتعزية مظاهر إيجابية وسلوكيات حضارية تعمل على تعزيز الترابط بين شرائح المجتمع المتنوعة بعيداً عن مستواها المادي والديني والثقافي .

🔹تجاوز صفوف المهنئين والمعزين المنتظرين لفترات زمنية طويلة سلوك خاطئ يدلل في كثير من الأحيان على ثقافة سطحية ، وقلة وعي ديني ، وتجاوزاً للعرف الاجتماعي ، وهبوطاً في مستوى الآداب .

🔹كثير من الهمس واللمز الذي نشهده بين صفوف المعزين والمهنئين هي من نتائج عدم احترام البعض للنظام وعدم التزامه بدوره ، لأنه لا يعبئ بالنظام واحترام الدور ، أو يعتقد أنه الأفضل ليتقدم عليهم .

🔹 لماذا يصر إنسان في تهنئته أو تعزيته على المصافحة الطويلة والتقبيل والاحتضان والتقاط الصورة التذكارية غير مكترث بصفوف المنتظرين لفترات زمنية طويلة ، وهي سلوكيات غير مقبولة شرعاً ولا عرفاً ؟!!.

🔹لماذا لا يدرك المفرط في المصافحة والتقبيل أن جميع الحاضرين انتظروا أوقات طويلة لتقديم تهنئتهم وتعزيتهم ، بل يتسابق بعضهم مع الزمن كي يحضر موعداً أو مناسبة أخرى ؟!! .

🔹لعل تجاوز النظام وتخطي الصفوف من شخص من عامة الناس أمر وارد ، لكن صدور هذا السلوك من شخصية اجتماعية أو دينية فهذا ما يتعجب الناس منه ، ويتوقفون عنده!! .

🔹حينما يتجاوز رجل دين أو شخصية اجتماعية النظام ، ويتخطى الصفوف ، فهو يعطي حجة غير مقبولة للآخرين في تجاوز النظام وتخطى الصفوف ، وكأن حال بعضهم يقول : إذا أردتم أن تلزموني باحترام النظام والالتزام بالدور فألزموا هؤلاء بذلك !! .

🔹حينما يحافظ رجل الدين أو الشخصية الاجتماعية على النظام ويقف كغيره في الصفوف ، فهو سلوك حضاري يجعله في موضع القدوة الحسنة ، ويُكبره في أعين الناس ، ويزيد من احترامهم له .

🔹نشر ثقافة احترام النظام والالتزام بالدور في الأوساط الاجتماعية يتم من خلال التزام الجميع بها بلا استثناء أياً كانت صفته أو مكانته بذلك خصوصاً في مناسبات العزاء والفرح .

🔹إن مبادرة المنتظرين في صفوف المهنئين والمعزين إلى فسح المجال لكبير السن والمريض لتقديم العزاء والتهنئة يدلل على رقي إنساني وخلق رفيع ، وقد بيّن الإمام السجّاد (ع) فقال : وأمّا حقّ الكبير فتوقيره لسنّه وإجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك ، وترك مقابلته عند الخصام، ( أي عدم محاججته ) ولا تسبقه إلى طريق ( فتجعله بذلك تابعاً لك ) ولا تتقدّمه ( أي تمشي أمامه ) ولا تستجهله ، (أي لا تعيره اهتماماً).

🔹يعول على أصحاب المناسبات الاجتماعية نشر ثقافة الاحترام والاستئذان بين صفوف المنتظرين خاصة في تقديم الضيوف القادمين من الخارج ، أو من لديهم ظروف خاصة بالسماح لهم في التقدم على المهنئين والمعزين.

🔹لنعلم أن تقديم أي إنسان سواء كان ضيفاً أو رجل دين أو شخصية اجتماعية في صفوف المعزين و المهنئين لايتم من خلال فرض الواقع على الناس ؛ بقدر جعلها قناعة اجتماعية يؤمنون بها .

🔹الاكتفاء بالجلوس والاستغناء عن المصافحة أو الإفراط بالتقبيل والاحتضان ، أو برفع اليد أمام أصحاب المناسبة أثناء الدخول الخروج سلوك واع يقلل من ساعات الانتظار الطويلة التي يتحملها مئات المهنئين والمعزين .

🔹اكتفاء أهالي البلد الواحد بالمشاركة الحضورية ، وتقديم العزاء لمرة واحدة يعطي مجالاً واسعاً للمعزيين القادمين من المناطق الأخرى لتقديم عزائهم وتهنئتهم بدل انتظارهم لفترات زمنية طويلة.

🔹ثقافة التغيير للأحسن تأتي من المبادرات الاجتماعية الجادة التي تبدأ من التزامي أنا وأنت وهذا وذاك بالنظام واحترام الدور حينها تنتشر لتكون ثقافة اجتماعية سائدة بين الناس ، تدل على تمسكنا بعاداتنا الاجتماعية ، وقيمنا الدينية ، واحترامنا لبعضنا البعض ، ومظهراً من مظاهر التكاتف والتآزر ، والله يقول : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
_________________________
📝 وجدي المبارك
القطيف – الأوجام
1440-5-21

زر الذهاب إلى الأعلى