دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي جعل رضاه في طاعته وطاعته في اتباع نبيه واتباع نبيه في رضا اهل بيته
‏والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد الرسل محمد وآله الطيبين الطاهرين
(رضا الله برضاهم اهل البيت)
‏قال الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي (ع)(ورضا الله رضانا اهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا اجور الصابرين)
الرضا يقابله السخط وكلاهما له نهاية ونهاية الرضا النعيم والسرور ونهاية السخط العذاب والشقاء
ولا اظن ان انسانًا يفكر ويقدر الا فيما هو محقق لسروره ونعيمه ومتجنب لما فيه بؤسه وشقائه
فالرضا من الله لعباده يكمن في طاعته ولزوم عبادته واتباع هديه وشرعه والكف والامتناع عما نهى عنه ومنع
وكل ذلك يتجلى في اتباع الرسول (ص) واخذ ما اتى به والانتهاء عما نهى عنه لقوله تعالى في كتابه العزيز
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الحشر|٧
فأمر رسول الله هو امر الله ونهيه نهيه فمن اطاعه اطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله ، وفي ذلك مرضاة الله واكرامه او سخطه وانتقامه
والرسول بدوره يجعل وبتوجيه من الله تعالى رضاه وقبوله او سخطه ورفضه
باتباع وطاعة اهل بيته من بعده وبرضاهم وقبولهم رضاه وقبوله
ولا سيما الامام والخليفة من بعده امير المؤمنين علي (ع) اذ يعتبر رسول الله (ص) ان امره وامر علي امراً واحدًا
وحكمه وحكم علي واحد حيث يقول(ص) (امر علي امري ونهيه نهيي وحكمه حكمي )
اي ان الامر والحكم والسلطة كما كانت في زمن الرسول(ص) له وتحت تصرفه هي بذاتها وبكل مقاليدها لأمير المؤمنين علي(ع)
وفي ذلك يكون الرضا لله تعالى وبعد رضا رسوله واهل بيته الاطهار (ع) فمن رضا فله الرضا ومن ابى فقد كبى وهوى
لأن الله يريد ان يُعبد حيث يريد وليس حيث يريد الناس
والله تعالى قد نصب واختار رسل واوصياء حيث ماتقتضيه حكمته وتقديره
فمن قبل ورضي بذلك وارضا من ارتضاهم واختارهم الله تعالى فقد حاز ونال الرضا
ومن رد ورفض فقد جنى الخيبة والخسران
نعم رضا الله في طاعته وطاعته تكمن في اتباع رسوله واهل بيته والالتزام بولايتهم وإمامتهم كما هو الالتزام بنبوة الرسول (ص) وتوحيد الله تعالى
فالتوحيد دون النبوة لاشيء وكذلك النبوة دون الامامة لا شيء
فمن اراد ان يحقق التوحيد لابد وان يقرنه بالنبوة ومن اراد ان يحقق النبوة لا بد من التمسك والاعتراف بالولاية والامامة
اذ ان الرسول محمد (ص) يعتبر انكار الامامة انكار للنبوة حيث يقول (ياعلي من انكر امامتك فقد انكر نبوتي)
إذن الالتزام بالنبوة يقتضي الالتزام بالإمامة حتى يتحقق معهما الالتزام بالتوحيد وبهذا يتحقق رضا الله وقبوله
ومن هنا اطلقها وصدع بها داعية الحق ورافع راية الاصلاح الامام ابو عبد الله الحسين(ع) بقوله(رضا الله رضانا اهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا اجور الصابرين)
وهذا الكلام هو كلام سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي (ع) ولا يمكن الا يكون في نهاية المطاف الا الى الجنة الذي هو سيد اهلها
وحتى يتحقق ذلك فلا بد من تحقيق رضاه واتباعه وحمل قضيته ودعوته التي هي دعوة الله ورسوله(ص)
وبذلك استحق وسام الدعوة بالسلام عليه انه داعي الله
(السلام عليك ياداعي الله السلام عليك ياولي الله وبن وليه)
منتهجًا بذلك نهج الدعاة وحملة الرسالات انبياء الله ورسوله من فاتحهم حتى خاتمهم
‏ومن هنا يمكن القول بأن رضا الله تعالى نحرزه برضا انبيائه ورسله وفي وريثهم وحافظ رسالاتهم ورافع رايتهم وصائن دعواتهم سيد شباب اهل الجنة وقدوة الاحرار ابو عبد الله الحسين(ع)

نسأل الله العلي الكبير ان يجعلنا من اهل دعوته واهل رضاه ورضا نبيه واهل بيته الاطهار (ص)
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٦|١|١٤٤٠ هـ
‏ ‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى