وقفة سريعة مع المجالس والعادات
جميل أن يكون لنا بين الفينة والأخرى عادات ومجالس تهدف لإحياء ذكر أهل البيت (ع) تراعى فيها متطلبات الذوق الاجتماعي العام ، ولعل من أهم المتطلبات اقتصار صوت الخطيب على داخل المجلس وليس خارجه ، خاصة مع محدودية الحاضرين فيها الذين يعدون في كثير من الأحيان على عدد الأصابع.
لكن الملاحظ في أغلب المجالس والعادات في مناطقنا حالة من الإصرار الاجتماعي على استخدام مكبرات خارجية يصل صوتها إلى مئات الناس والمنازل المجاورة!!.
فالبعض يبرر ذلك أنه إحياء لذكر أهل البيت (ع) !! وإشعار للناس بانعقاد مجلس في ذلك المكان ، فإذا سلمنا جدلاً بذلك ، لماذا هذه المكبرات الصاخبة التي تصل إلى حد الإزعاج والأذى للآخرين !! أليس من بين هؤلاء الناس المريض والطفل والنائم والمنهمك في عمل يحتاج للتركيز والهدوءّ!! .
فيكفي أن تتخيل قوة الصوت الصاخب الخارج من مكبرات صوت في مسجد أو حسينية أو مجلس تمر بجواره بحيث أن أذنيك لاتتحمل قوته ، إذاً فما حال القاطنين بجواره ؟ !!.
فإذا كان المبرر إحياء ذكر أهل البيت (ع) ، فانعقاد المجلس هو الإحياء بعينه ، أما الصوت الصاخب فهو في حقيقته إزعاج ، وإذا كان المبرر لذلك إشعار الناس فشبكات التواصل الاجتماعي قامت بالمهمة ، فمن يريد الحضور ليس بحاجة للصوت الصاخب !!.
اذهبوا لمناطق عدة في العالم ومنها الحوزات العلمية والمراكز الإسلامية والحسينيات ، هل تجدون مكبرات خارجية كما في مناطقنا ؟..
أسئلوا العلماء والمراجع ، هل يصح هذا السلوك تحت ذرعيه إحياء ذكر أهل البيت (ع) ؟.
أليس هذا السلوك تعدي على حقوق الناس ، ومخالف للضوابط الشرعية والأخلاق العامة ؟.
لماذا يتهم من يطالب باقتصار مكبرات الصوت في داخل المجالس بمحاربة أهل البيت (ع) ؟!!.
لماذا تعطون بالسلوك الخاطئ ذريعة للنفوس المريضة لمحاربة هذه المجالس أو الغائها ؟.
إلى متى نصر على إصباغ سلوكيات اجتماعية ، واجتهادات شخصية بصبغة دينية ، ونربطها بإحياء ذكر أهل البيت (ع)؟!! .
أليس كلنا مسؤولين عن ذلك وأولهم القائم على المجلس والحسينية وإمام المسجد وقيومه ؟
نحن بحاجة إلى وعي اجتماعي ، ووحدة في التبني من أجل تصحيح كثير من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة.. ولعل من أولويات إحياء ذكر أهل البيت (ع) حسم هذا السلوك الخاطئ وتصحيحه بشكل جذري .
________________________
📝 وجدي المبارك
القطيف – الأوجام
1440-5-6