كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين منزل البركات ومعطي الخيرات ومرسل الرحمات والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعترته الطيبين الطاهرين
(المؤمن بركة وحجة)
قال الامام ابو محمد الحسن بن علي العسكري (ع)(المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر)
الايمان طهارة وبركة ونور ورحمة والكفر نجاسة وكدرة وجهل وظلمة
والايمان طهارة للقلوب والارواح كما الماء طهارة للابدان والاجساد وكما تتنجس الابدان وغيرها بالاشياء النجسة وتتقذر كذلك هي القلوب والارواح تتعرض للنجاسة والتلوث وحتى يكون التخلص من هذه النجاسة واظهار ذلك الشيء واعادته الى وضعه السليم والنقي والمرضي يعمد في ذلك الى الوسيلة التي بها يتحقق ذلك الا وهو استخدام الماء الطاهر للاشياء التي من خلالها تحصل على طهارتها ونظافتها
وهكذا الامور والاشياء التي ممكن ان تتنجس وتتوسخ يكون تطهيرها بما هو مناسب ومطلوب لذلك فطهارة القلوب والنفوس لايكون بسكب الماء عليها واجرائه وانما عبر مادة ووسيلة اخرى الا وهي الايمان والذكر والصدق
اي حين يبخ الايمان ويسكب على القلوب العليلة والمريضة تنال بذلك طهارتها ونظافتها وشفائها وسلامتها واطمئنانها لقوله تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد|٢٨
اذ ان القلوب تحصل على اطمئنانها حين تحصل على شفائها ودوائها الا وهو ذكر الله تعالى والايمان به فالايمان بالله تعالى يحقق للانسان البركة والرحمة والخروج من الضيق والظلمة الى النور والرحمة
وهذا مايحدثه الله تعالى لعباده المؤمنين باخراجهم من الظلمات الى النور كما يقول في كتابه المجيد (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ)البقرة|٢٥٧
والحال لمن يتلوث ويتنجس بمادة الكفر يسقط ويقع في ظلمة الجهل ولججه كما يقول الله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة | ٢٥٧
نعم بهذا المنطق الالهي ان الايمان نتيجته وثمرته النور والهداية
والكفر عاقبته الدخول والولوج في الظلمات والمعضلات والبعد عن ساحة الرحمة والسعادة اذ ان الايمان يوفر للانسان الاطمئنان والراحة والسعادة ويسكب عليه الخير والبركة ويجعله خيرًا وبركة لامثاله المؤمنين
ويقيمه وينصبه حجةً على غيره من الكافرين وهذا ما افاض به الامام ابو محمد الحسن بن علي العسكري(ع)(المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر)
نعم يكون الانسان المؤمن بركة على اخيه المؤمن بما يبديه ويقدمه ويصنعه من خير واحسان وشعور واهتمام ورعاية واحترام وعون وارشاد وحب واخلاص ويكون في المقابل حجة على الكافر ودحضًا لدعوته
اي حين يقال له لما كفرت ولم تؤمن؟
فيقول مايقول من قول ،فيقال له هذا العبد المؤمن آمن وصدق واقر وسلم فحينها تنقطع حجته ويسقط كل ماقاله واطلقه
فمن هنا من يبتغي ويريد ويرغب في البركة والخير فسبيله وطريقه الايمان الخالص والاعتقاد الصادق والسلوك الصائب والسير السليم والعطاء الزاكي والسعي المرضي ليصير بعد ذلك بركة ونعمة وخيرًا ورحمةً على اخوانه المؤمنين وحجة على الكافرين الجاحدين
وبهذا يمثل السلوك والنهج الصحيح الذي ينبغي ان تكون عليه الشخصية المؤمنة والصادقة وذلك من خلال مايلتزمه من اعتقاد وايمان وصلاح
ودعوة وارشاد ونصح وعطاء وهذا ماكان عليه اهل الايمان من اهل بيت العصمة والطهارة رسول الله (ص) واهل بيته الاطهار (ع) حيث انهم لم يقتصروا بركة الايمان في حدودهم وديارهم
بل ذهبوا بتلك البركة والرحمة الى اوسع مايكون فصاروا بذلك بركة وخير على البشرية لمن يريد ويرغب في البركة وكذلك هم حجة على من ابى وكفر وجحد واستعلى
–
نسأل الله المؤمن السلام ان يوفقنا للايمان والعمل الصالح ويجعلنا بركة على اخواننا المؤمنين ويجعلهم بركة علينا ويجعلنا واياهم حجة على الكافرين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ١٣|٤|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس