القلب الدافئ والحنون
بقلم: جواد المعراج
الحنان والدفء ليس فقط ينبع من قلب الأم إلى ولدها؛ أنما أيضا يجب علينا أن نجعل قلوبنا دافئة وحنونة على مجتمعنا وشبابنا؛ فيجب علينا أن نكون حنونين على بعضنا البعض، لا قاسين القلب وكارهين لبعضنا البعض. فصفة الحنان والدفء والرقة من الصفات الطيبة والحميدة؛ فدعونا نعود أنفسنا على مساعدة وتشجيع من حولنا على التعاون على فعل الخير وخدمة المجتمع بدلا من الإساءة والتجريح لبعضنا البعض، وتشجيعهم على فعل المكارم وحثهم على نشر الإيجابية؛ فالأنبياء وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام كانوا حنونين وعطوفين ورحيمين على مجتمعهم وشبابهم.
فلنتعلم منهم هذه الصفات الحميدة والنبيلة، ونجعل صدورنا وقلوبنا تتسع لشبابنا وإن أخطأوا.
لنتعلم أيضا من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم صفة التعاطف والرحمة والحنان على أمته، فكان صلوات الله عليه يقف بجانبهم عند الشدة ويساعدهم على تخطي المحن والمشاكل و كان يتحمل ويصبر على الإساءة والأذى من كفار قريش له. فإذا أردنا أن يكون مجتمعنا راقيا ومتعاونا؛ فيجب علينا أن نتقبل ونساعد ونتحمل بعضنا البعض. بخلاف ما إذا جعلنا قلوبنا قاسية ومبغضة لبعضها البعض ،وكل فرد منا يستصغر من حوله، وينشر ويبحث عن عيوب الآخر؛ فبذلك يصبح مجتمعنا وشبابنا غير متحابين ومتعاونين.
لذلك فلنتعود على نشر العلم والأدب والتعاون وتقبل الاختلافات في المجتمع لنرتقي ونصعد إلى درجات العلا والمجد وننفع أنفسنا وشبابنا، ونرضي خالقنا وإمام زماننا وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
فالحياة قصيرة جداً، وكلنا ضيوف على أراضيها وبعدها راحلون. فلا يستحق أن نحقد ونتمنى الشر لبعضنا البعض ونكره بعضنا عند الأختلاف أو بسبب موقف حصل بينا؛ فكل فرد منا سيأخذ رزقه ونصيبه في النهاية إذا أصر على السعي والاجتهاد للوصول إليه. فلذلك فلنرسم البصمة والكلمة الطيبة والإيجابية في الحياة وقلوب من نحب ومن حولنا قبل أن نودع الحياة.