خطباء الرسالة .. أعلامُ المنابرِ الحسينيّة

*بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم*
والصَّلاةُ والسَّلامُ على محمّدٍ وآلِهِ الطّاهرين، سُفُنِ النجاةِ ومصابيحِ الهُدى، سيّما بقيّة الله في الأرضين، أرواحُنا لترابِ مقدمهِ الفداء.
*أيّها السادةُ الخطباء، أعلامُ المنابرِ الحسينيّة،* يا من نصبتم أنفسَكم نُصرةً للحسين (عليه السلام)، وبلّغتم رسالته بدمعٍ حرّى وصوتٍ متهدّج، وسحر بيانٍ يوقظ النيام، ويحيي القلوب الميتة.
*✦ جزاكم الله خير الجزاء،* فقد أحييتم أمرنا، وصدق فيكم قول مولانا الإمام الصادق عليه السلام:
*«رَحِمَ اللهُ من أحيا أمرَنا» (الكافي، ج 2، ص 200).*
*فأنتم تزرعون في النفوس بذور الولاء، وتسقون الأرواح من عذب الكوثر الحسيني، وتُعلّمون الأمة معنى أن يكون الإنسان حيًّا بالشهادة، نقيًّا بالبكاء، ثائرًا بالموقف، ثابتًا باليقين.*
*✦ ما أبهى منابركم، وقد نطقت بالحكمة والموعظة الحسنة، وما أرقَّ قلوبكم وهي تنبض بالعشق لمصاب سيد الشهداء، وما أصفى نواياكم، وقد جعلتم خدمة الحسين شعارًا وديدنًا، وسبيلًا إلى الرضا الإلهي.*
*✦ أنتم ورثة دعوة الأنبياء، وسفراء الهدى في زمن التيه،* بكم يُقوَّم العوج، وتُبث الحياة في دماء الأمة، فلكم منّا أطيب الدعاء، وأصدق الرجاء، أن يسدّد الله خطاكم، ويحفظكم من كل سوء، ويزيدكم توفيقًا وعلوًّا في الدرجات.
*﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾،* وقد ذكرتم فكنتم نعم المبلّغين، و *﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللهِ﴾،* وقد كنتم أحسن من دعا وأنذر وبشّر.
ختامًا… أقول كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام في دعائه لخدمة الدين:
*«اللّهُمّ اجعل ثوابَ من ذكَّر بك، ووعظَ عبادَك، وأحيا أمرَ أوليائِك، أعظمَ الثواب، وأجزلَ العطاء، وأكرِمَ المثوبة»* (الصحيفة السجادية، الدعاء الرابع).
*دامت منابركم عالية، وألسنتكم ناطقة بالحق، وأجوركم مقبولة عند سيد الشهداء.*
واللهُ من وراء القصد، وعليه المعوَّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
✍🏻 السيد زكي الشعلة
القطيف – الحلة