مقالات

المطالعة سبيل المعرفة

علي الدمستاني

العلم: مرادف للمعرفة، أي إدراك الشيء بحقيقته، ونقيضه الجهل. والمعرفة هي قدرة الفرد على استيعاب وإدراك ما يدور حوله من حقائق، والحصول على المعلومات واكتسابها من خلال التجارب والتأمل.
والمعرفة وليدة التجربة والبحث والمطالعة، ولا يقتصر مصطلح العلم أو المعرفة على ما يتم تدريسه بالمدارس والجامعات، بل يمتد إلى كل نواحي الحياة. كما أن الإنسان يبدأ رحلة الاستكشاف واكتساب المهارات والخبرات في شتى المجالات فتزداد خبرته ومعرفته يوماً بعد يوم ويزداد تطوراً وتقدماً وعلماً وإتقاناً لهذه المهارات كلما حاول صقل هذه المهارات وترسيخها بالعلم والمطالعة. وكما ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ((مَن عَمِلَ عَلى‏ غَيرِ عِلمٍ كانَ ما يُفسِدُ أكثَرَ مِمّا يُصلِحُ)) .

وكما نلاحظ أن عدم المعرفة بالشيء تعتبر جهلاً به، ويستمر هذا الجهل ما لم يعالج بالمطالعة والقراءة والبحث أو حتى سؤال ذوي الخبرة والاختصاص. ومن هنا تبرز أهمية القراءة إذ أنها السبيل الأنجع والمورد الأصفى لاستقاء العلوم واكتسابها، وكما قيل (حب المطالعة، هو استبدال ساعات السأم، بساعات من المتعة)، لذلك نجد الكثير من الناس في الشعوب المتقدمة، لا يتوقفون عن القراءة في كل الأوقات، وفي كل الأماكن، سواءً كانوا صغاراً أم كباراً في السن، فلا حدود عمرية للتوقف عن التعلم، ولذلك نجد كثيراً من كبار السن بيدهم الكتاب دائماً ويقضون معظم وقتهم بالقراءة.
وتشير بعض الأبحاث العلمية، أن الكلمات المكتوبة لها تأثير كبير على الدماغ، كما تشير دراسة أجريت بجامعة ييل بولاية كونيتيكت الأمريكية، بمشاركة نحو 3625 شخصاً، أن ممارسة القراءة بصفة يومية تزيد من القدرة على التركيز وتحافظ على سلامة الدماغ، كما تعمل على تنشيط الخلايا الذهنية، والقدرة على التحليل والإبداع. كما أكدت: أن القراءة تمنع الإصابة بمرض ألزهايمر أو الخرف على المدى البعيد؛ لأنها تحمي خلايا المخ من التلف والضمور.
ومما سبق نستنتج أن المطالعة والقراءة سبيل لعيش حياة أفضل، مليئة بالعلم والمعرفة والتطور والنضج الفكري والثقافي، كما تساهم في ارتقاء الفرد والمجتمع على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى