ثامنٌ قدْ حوتهُ سبعُ مثاني
خُذْ مِنَ الفجرِ لحظةَ الإذعانِ
لعظيمِ التقاءِ كون بثاني
ومن الصبحِ آيةٌ ليسَ تخفى
لافتراقِ الوفاءِ بالخذلانِ
ودروسِ الوفاءِ لو كانَ يدري
من أتاهُ الجديدُ بالإمتحانِ
عَقُمَتْ أبحرُ الثقافةِ عنهُ
واستوى المبصرونَ بالعميانِ
عَمِيتْ أعينٌ وبارتْ عقولٌ
واكتفى العاجزونَ بالكتمانِ
آيةُ الصبحِ منْ فضاءٍ عظيمٍ
هوَ فيْ الكونِ دائمُ الجريانِ
كيف َلا تهجر القلوبُ جسوماً
حينما قادها الهوى للتفاني
لا ينامُ الذي تورطَ عشقاً
إنما الليلَ والنهارَ يعاني
نحنُ لا نملكُ المسافاتِ حتى
نجعلُ البعدَ في رؤى النسيانِ
إنما تلكمُ القلوبُ طيورٌ
تتلاقى بواحةِ الوجدانِ
لا جناحٌ يطيرُ بي حيثُ أهوى
فاقدُ الشيءِّ غارقٌ في الأماني
يا بعيدَ المدى وما كنتُ إلا
حابس الشوقِ مذعنًا للتواني
استحي أنْ أقولَ قدْ متُّ شوقاً
والحبيبُ البعيدُ حتماً يراني
إنَّ ذاكَ العذابُ في القلبِ عذبٌ
سلوةُ العالقينِ بالحرمانِ
فخذاني إلى الحبيب خُذاني
واتركاني لراحتيهِ اتركاني
وقفا وانظرا وهيجا إذا ما
شدني للعناقِ للأحضانِ
وذرا الوقتَ يستريحُ رويداً
ثم لا بأسَ تُطلقانِ حصاني
أطلاقاهُ إلى البعيدِ فإني
لستُ أنوي الرجوعَ للأوطانِ
أوليس (الرضا) حبيبي وأُنسي
وهو بيتي وملجئي وجِناني
قد عرفتُ الهوانَ في الناسِ دهراً
وعلي الرضا سيمحو هواني
فهو نوري ومُرشدي وإمامي
وهو ذخري ومنقذي وضماني
التقيُّ النقيُّ حلوُ السجايا
والسراجُ المنيرُ في كل آنِ
والجمالُ الذيْ من اللهِ يبدو
في بديعِ الكمالِ للإنسانِ
يوسفيُّ الخصالِ في منتهاهُ
أحمديٌّ وفاطميُّ الجَنَانِ
حين يمشي يرتلُ الوردُ عطراً
ليس من عنبرٍ ولا أرجوانِ
إنما طِيبهُ منَ اللهِ سرٌ
لو شممتَ العبيرَ في القرآنِ
فسلامٌ على الوصيِّ ابنُ موسى
*ثامنٌ قدْ حوتهُ سبعُ مثاني*
تمت بحمد الله
10/11/1439
المادح علي
القطيف /حلة محيش