سبيل المعروف
حسن مهدي
تخصص النيّات أصبح هو التخصص الأكثر شيوعاً بين المرضى في النفس، كثير من الأحيان تصادف شخص ما، يعرض عليك مساعدة في شيء ما وهذه المساعدة تختلف باختلاف الشخص، وإذا ارتبطت المساعدة بخصوص علاقاته أو عمله أو شعبيته يتم توجيه الاتهامات له من كل ناحيه حيال تلك المساعدة ولو بعد حين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ) الحجرات-الآية١٢
يذكر أحد الأصدقاء (موظف بنك) أنه مع بدء انطلاق برنامج حافر، كانت البنوك تغص بالأشخاص من الجنسين لفتح حساب بنكي لغرض استلام مبلغ حافز، وكان هذا الشخص قد قدم خدمة لأحد الأشخاص، وهي فتح حساب بنكي بسهولة لأخته بحيث تتخطى الزحام، لعلمه بأن أخت أحد أفراد الديوانية التي يجلس بها خريجة ولاتعمل، إلا أن الأخ ذهب لشخص آخر يستفسر من شخص مقرب من موظف البنك ماهو غرض فلان وفائدته من فتح حساب لأختي.
عرف موظف البنك يسوء ظن صاحبه فيه ما جعله في ضيق من الصدر طيلة تلك الليلة، ومن ذلك اليوم قرر أن لا يمد سبل المعروف إلا لأصحاب القلوب النقية والتي لاتحمل أي مرض تجاه الغير والتي لن تعرفها الإ حين المعاملة.
في هذا المقال أنا لا أدعو لقطع سبيل المعروف، وإنما أدعو للتريث واختيار الأشخاص المُقْدم لهم المساعدة، كما يجب أن تعلم أن لعمل الخير ضريبة إما في سوء الظن أو الوقت أوالجهد وربما بعض الأحيان المال.
وأخيراً، الهالة التي ستُرسم من مرضى النفس ليست صغيرةً كما تتوقع عزيزي فاعل الخير.
ملاحظة : المقال وجهة نظر الكاتب ولايمثل بالضرورة وجهة نظر التطبيق .