كلمة الجمعة : الشيخ حسين آل خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لاضال لمن هدى ولا هادي لمن ضل ولا واضع لمن رفع ولا رافع لمن وضع والصلاة والسلام على من تشرفت الصلاة بالصلاة عليه وتعطرت القلوب بذكره المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(الوفاء للنبي حماية ذريته)
قال الإمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)(الله الله في ذرية نبيكم لا تظلمن بين اظهركم وانتم تقدرون على المنع عنهم)
من اهم وابرز مايميز الانسان المسلم ويظهره بالمظهر الناصع والمشهد الصادق هو ما يكون عليه من واقع وسلوك متقدم لنبيه من اعظام واكرام وطاعة واحترام واتباع والتزام بعد الله تعالى من العبودية والعمل بشرعه وحكمه والتمسك بهديه ونهجه والوقوف بين يدي الرسول(ص) بالطاعة والالتزام باعتبار ان الرسول هو السفير والموصل بينه وبين الله تعالى
وعليه فلا طاعة مقبولة ولا عبادة مرفوعة الا بطاعة الرسول واتباعه والاخذ بما جاء به من امر ونهي
لقول الله تعالى(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الحشر|٧
هكذا يكون الحال مرضيًا والوضع مقبولاً حين يقف الانسان المسلم امام اوامر ونواهي النبي(ص) بالانضباط والالتزام والعمل التام والذي به يخلص الى الطاعة الصادقة لله تعالى والحب الخالص للخالق جل ذكره
وهذا ما قضى به الله عز وجل وحكم بقوله (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)آل عمران|٣١
ومن دون الطاعة لله ورسوله يكون الكفر والمتمثل في العصيان والتمرد وبه يصير الانسان الى بغض وسخط الباري وغضبه حيث يقول المولى الجليل (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
آل عمران|٣٢
فحب الله تعالى انما يكون لأهل الطاعة والقبول والاقبال والاستماع والعمل ومن دون ذلك يكون الحرمان من حب الله تعالى ورحمته والوقوع تحت سخطه وعذابه
فالطاعة والاتباع للرسول(ص) التي بها يتحقق الحب والرضا الرباني هي الطاعة المطلقة في كل ماجاء به الرسول وامر من احكام وعبادات وارشادات وتوجيهات والى ما هنالك من تشريعات
وبه يظهر معنى الوفاء والصدق والاعظام للرسول والاتباع له
ويكون الامر اكثر جلاءً ووضوحاً فيما يقرره الرسول(ص) ويأمر به من ولاية الامر من بعده وهو كبقية الاوامر بل اعظمها واجلها اذ به تصان وتحفظ وهذا ما هو الا من عند الله تعالى ومن يكون لديه الاستعداد والقبول بأوامر ونواهي الرسول (ص) في ساحة التشريع لا بد وان يكون له نفس المقدار والاستعداد بل واكثر من قبول امر الولاية والحكم ومن يكون الحاكم والولي من بعده لحمل الرسالة وحفظها الا وهم اهل بيت الرسالة والنبوة،وعلى طليعتهم امير المؤمنين علي (ع) الذي كان له من مقام النبوة والرسالة ماكان لهارون من موسى الا أنه لا نبي بعد رسول الله محمد (ص) ولكن له مقام الاستخلاف وتولي الامر وهذا ما قاله رسول الله(ص)(ياعلي:أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي)
ومن هنا تظهر حقيقة ومصداقية الموقف تجاه الرسول اذ من خلال القبول والتسليم لأمر رسول الله في تولية أمير المؤمنين امامًا ووليًا وخليفةً تبرز سلامة النيات وصحة الولاء للاسلام ورسوله والذي به اعطاء الاجر والتكريم لرسول الله(ص) المتمثل في المودة والولاء والطاعة لقرباه(ص) واهل الامر من بعده
كما قالها الله تعالى في كتابه الكريم
(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰۗ)
الشورى|٢٣
فالرسول(ص)لا يسأل احدًا اجرًا ولا عطاءً ولا حطامًا ولا مالاً
وانما يسأل ويطلب من امته المودة والمحبة والاتباع والطاعة لأهل قرباه الذي يلون الامر من بعده والسعي وبكل جد واهتمام في اتباعهم وطاعتهم واظهار مودتهم وتقديمهم على من سواهم كما هو الوضع للرسول (ص) اذ لهم ماله من تدبير الامر وتصريف شؤونه اذ هم بعد الرسول (ص) ساسة البلاد وقادة العباد
والذهاب ابعد مايكون من الرعاية والعناية والدفاع والذود عنهم كما هو الحال في الدفاع عن الرسول (ص) وعن الدين اذ هم امناء الدين وحفظته وبحفظهم حفظ الدين ورعايته
اذ يقول امير المؤمنين علي(ع)(الله الله في ذرية نبيكم لا تظلمن بين اظهركم وانتم تقدرون على المنع عنهم)
فالإهتمام بذرية النبي(ص) يتجلى في جانبين
١|في الطاعة والاتباع
٢|في الدفاع والمنع عنهم
وهذا هو الموقف الرفيع والصادق مع الرسول(ص) والتكريم العالي له كما يقول(ص)(يكرم المرء في ولده)
فحري بهذه الامة ان تقدم تكريمها واعظامها
لنبيها (ص)
بإتباعه والتزام نهجه والتمسك بعترته والطاعة لهم وهي نفسها طاعة له(ص) ولله تعالى
–
نسأل الله القوي العزيز ان يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله وعترته وذريته والدفاع عنهم والسير على هداهم
إنه ولي التوفيق والهادي الى السبيل
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة ٨|١٠|١٤٣٩ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس